اروي بريس
أكد الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية بالصين، أن الصوفية والتصوف هما أصل من أصول السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، موضحا أن منهج الصوفية هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنهج المعتدل والوسطي للإسلام.
جاء ذلك خلال كلمة مرشد صوفية الصين، التي ألقاها نيابة عنه الدكتور علي النقشبندي في فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى الصوفي العالمي الذي عقده المجلس الصوفي العالمي بدولة إندونيسيا في مدينة بكالونغان -جاوى الوسطى – وتحت عنوان “العمل الصوفي المعاصر في عالم متجدد” وذلك في الفترة من 29 الى 31 أغسطس 2023.
وأضاف الشيخ عبد الرؤوف أن الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا من الأحزاب انما هي روح الإسلام وجوهره، مبينا أن الصوفية جاءت من الله تعالى وظهرت بنور محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومبنية على محبة الله ورسوله وأوليائه وجميع مخلوقات الله تعالى محبة حقيقة وهي منبع الاسرار وحكمتها ، وحقيقة الإسلام هو معرفة الله تعالى على طريق الصوفية.
وأوضح أن أصل الصوفية هي الطريقة الصافية التي ارتضاها الله تعالى للإنسان ليعود إلى ربه الرحيم، وتابع “منذ أن كان هناك بشر كان هناك الإسلام منذ القدم، سيدنا الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد الإنس والجن وسيد الدارين، ومنبع الروح والطريق المستقيم، ومنارة العلم …”.
وشدد الشيخ اليماني على أن الإسلام دين السلام ، مبرزا دور الطرق الصوفية في الحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف، وأضاف “كل اتجاهات الإرهاب والتطرف لا علاقة لها بجوهر الإسلام، وأن الإرهاب والتطرف هي أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام وتدميره”.
وأردف مرشد صوفية لصين أن دين الإسلام هو السبيل الصالح وجوهره الإخلاص والإحسان والأخلاق والوفاء والمحبة الكبيرة ، مضيفا أن “الطريقة الإسلامية في الحياة هي أفضل طريقة للحياة بين البشر، كما أن الطرق الصوفية ومنهج التصوف هو الممثل المثالي للإسلام، إن روح الإسلام هو التصوف وروح التصوف هو معرفة الله تعالى وعبادته عبادة حقيقية من القلب والروح والجسد ، والتقرب الى الله تعالى بالأعمال الحسنة”.
وتابع الدكتور اليماني أن الرسالة المحمدية مبعوثة للبشرية جمعاء، داعيا المسلمين في مختلف البلدان إلى إشاعة قيم التعايش بين القوميات والأديان والثقافات والحضارات المختلفة.
ونبه المؤمنين الى ضرورة التمسك بالحق، وممارسة العمل الجاد، مضيفا “ولن يظلم أحدا ابدا من حيث الإنسانية والفرائض في نفس الوقت ، يجب على اهل السلوك مخالفة الهوى ومجاهدة النفس وإزالة الحقد والحسد والكبر والغضب وغيرها من الصفات المذمومة حتي ترتاح الأرواح بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى عليه وسلم ، اما هذه الأهداف فلا تحققها الا بتحقيق اتباع مشايخ الطريقة وعلماء الحقيقة لتطبيق طريقة التصوف كما نقل عن بعض السلف : لولا المربي ما عرفت ربي.”
وأردف أن التصوف يتحقق بالتربية على الأخلاق والسلوك والرحمة لجميع المخلوقات وتحقق الكرم والتواضع ونشر الحب وتحقيق العدل، موضحا أن هذه الخصال الطيبة مبنية على حسن النيات، والإخلاص لله تعالى .
وختم الشيخ عبد الرؤوف مداخلته بالتأكيد على أن الصوفي الحقيقي ، يجب ان يبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع وجنة الاخرة بعد الموت، موضحا أن “جنة الدنيا في المجتمع هي تحقيق سعادة الانسان بين البشر مع التعاون والتراحم والاحترام بين الديانات والثقافات والحضارات المتنوعة ، والمعاملة الحسنى بالأخلاق والسلوك وانتشار المحبة بين الناس حتى لا يكون هناك اقتتال او حروب او نزاع وسيكون الأمان والسلام في المجتمع كله ، اما جنة الاخرة فهي النعمة الكبرى وهي النعمة الخاصة لأهل الايمان”.