أروى بريس – الرباط
في إطار انفتاحها المستمر على محيطها التربوي والاجتماعي، وحرصها على ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة، نظمت الكشفية الحسنية المغربية – فرع الرباط اليوسفية نشاطًا متميزًا بالثانوية التأهيلية ابن بطوطة، وذلك بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة واحتفال الشعب المغربي بعيد الاستقلال المجيد.
هذا النشاط لم يكن مجرد محطة احتفالية، بل شكّل مناسبة للتعريف بالكشفية الحسنية المغربية، وإبراز دور الجمعيات التربوية داخل المجتمع في بناء الإنسان وترسيخ قيم المواطنة. وقد جسّد الحدث نموذجًا حيًّا للتعاون المثمر بين الطاقم الإداري والتربوي والجمعية الكشفية، حيث ساهم شباب منتمون للجمعية، وهم من نفس الفئة العمرية للمشاركين، في إنجاز وتأطير الفعالية بنسبة كبيرة، مما أضفى عليها طابعًا شبابيًا خالصًا يعكس روح المبادرة والانخراط المسؤول.
ما ميّز هذه المبادرة هو استغلال الرقمنة من خلال إنجاز مسابقة رقمية تفاعلية تناولت تاريخ المغرب ورموزه الوطنية، حيث تم توظيف الوسائط الرقمية كوسيلة تعليمية وتحفيزية تشجع الشباب على البحث والمعرفة بأسلوب حديث يواكب اهتماماتهم. هذه المسابقة لم تكن مجرد اختبار معلومات، بل شكلت فضاءً للتفاعل والتنافس الشريف، مما ساهم في تعزيز روح الانتماء الوطني لدى المشاركين، وربطهم بتاريخهم المجيد بطريقة مبتكرة.
لقد أثبتت التجربة أن الرقمنة ليست مجرد أداة تقنية، بل هي وسيلة تربوية فعالة لإيصال الرسائل الوطنية والتاريخية بأسلوب قريب من اهتمامات الشباب الذين يعيشون في فضاء رقمي يومي. وهكذا، أصبح النشاط الكشفي يجمع بين الفضاء المدرسي والفضاء الرقمي، مما يعزز إشعاع الجمعية ويضاعف أثرها التربوي.
من خلال هذا التوظيف للرقمنة، تؤكد الكشفية الحسنية المغربية – فرع الرباط اليوسفية أن العمل الكشفي قادر على مواكبة التحولات المجتمعية، وأنه مدرسة حقيقية لصناعة الإنسان الواعي، وترسيخ قيم التضامن والانتماء، وإشاعة روح الوطنية في صفوف الناشئة. كما أن إدماج الوسائط الرقمية في الأنشطة يفتح آفاقًا جديدة لتنظيم مبادرات أكثر جاذبية، تواكب اهتمامات الشباب وتستجيب لتطلعاتهم في زمن التحول الرقمي.
وفي تصريح له، أكد السيد عدنان مخلص – الكاتب العام للكشفية الحسنية المغربية فرع الرباط اليوسفية:
> “إن هذا النشاط الذي نظمناه بالثانوية التأهيلية ابن بطوطة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، لم يكن مجرد محطة للاحتفال أو التذكير بتاريخنا المجيد، بل كان مناسبة عملية للتأكيد على أن العمل الكشفي هو مدرسة لصناعة الإنسان الواعي، وإطار تربوي يساهم في بناء جيل مسؤول ومتشبّع بقيم المواطنة. لقد أثبت شبابنا، من خلال مساهمتهم الفعالة في التأطير والتنظيم، أنهم قادرون على قيادة المبادرات بأنفسهم، وأنهم في حاجة دائمة إلى أنشطة تواكب اهتماماتهم وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتعلم والتفاعل.
> إننا اليوم أمام تحديات كبرى يفرضها العصر الرقمي، حيث أصبحت الرقمنة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناشئة، ومن ثم فإن إدماجها في أنشطتنا لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحّة. المسابقة الرقمية التي أطلقناها حول تاريخ المغرب ورموزه الوطنية كانت نموذجًا حيًّا لكيفية استثمار الوسائط الحديثة في خدمة التربية الوطنية، إذ جمعت بين المعرفة والتفاعل، وأبرزت أن الرقمنة يمكن أن تكون وسيلة جذب وتحفيز للشباب، وفضاءً للتنافس الشريف الذي يعزز روح الانتماء للوطن.
> نحن في الكشفية الحسنية المغربية – فرع الرباط اليوسفية، نؤمن أن مواكبة الناشئة لا تتم إلا عبر أنشطة تتناسب مع توجهاتهم الفكرية والرقمية، وأن إدخال الرقمنة في العمل الكشفي هو السبيل الأمثل لضمان استمرارية رسالتنا التربوية، وجعلها أكثر قربًا من الأجيال الجديدة. إننا نعتبر هذا التوجه جزءًا من مسؤوليتنا الوطنية والتربوية، ورسالة نؤديها بكل التزام من أجل بناء مجتمع متوازن، يواكب التحولات ويظل وفيًا لتاريخه وهويته.”




















