حاتم العناية – أروى بريس
فلم “الطوارق الملثمون – فرسان الصحراء الكبرى”، فلم وثائقي الغاية منه الإطلالة على حياة الطوارق في بعدها الاجتماعي والثقافي والسياسي وعلاقتهم القديمة الجديدة مع المغرب. “الطوارق” فلم ستبنى فكرته على التعريف بهذا الشعب الذي يستوطن الصحراء الكبرى، في جنوب الجزائر، وشمال مالي وشمال النيجر وجنوب غرب ليبيا وشمال بوركينافاسو. والطوارق مسلمون سنيون مالكيون ويتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث: تماجق وتماشق وتماهق، كما يتناول الفلم نسب الطوارق باعتبار الأمازيغ والطوارق على وجه الخصوص هم أحفاد الجرمنت الذين استوطنوا الصحراء الكبرى في جنوب ليبيا وجنوب الجزائر مند آلاف السنين، وثقافيا تتكون ملامح الثقافة الطارقية من الشعر الذي يؤلفونه ويسمونه تيسيواي، والفن القصصي تيفوسين والفن الغنائي أساهغ، وقد عزف الطوارق على آلة التيندي .
لقد أعادت انتفاضة الطوارق والحرب على الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية التي اتخذت من صحراء الطوارق قاعدة خلفية تنطلق منها لتنفيذ عملياتها المسألة الطوارقية الى الواجهة في المنطقة.
خلال لقاء جمعني بكبار شيوخ قبائل الطوارق بمدينة تمبوكتو بمالي سنة 2006
طريقة الطرح والمعالجة البصرية
سنعيش رحلة بصرية ممتعة من مدينة باماكو عاصمة مالي في اتجاه مناطق عيش الطوارق ابتداءا من مدينة تمبوكتو لمناطق سبق وزرتها سنة 2006 لمدة شهر كامل حيث زرت مدينة تمبوكتو، كاو، كيدال والعديد من قبائل الطوارق في منطقة أزواد الشاسعة وتعرفت على شيوخهم وعاداتهم وطرق عيشهم ووقفت على حقائق السكان الطوارق الذين اتخذوا من الصحراء وسهول الأودية مساكن لهم حتى أصبحوا لاجئين في أرضهم. واعتمدوا بعد اندثار تجارة القوافل بين جنوب وشمال القارة الإفريقية التي كانوا روادها على الرعي وتربية المواشي والزراعة بشكل أقل في اقتصادهم.
وظلوا يحبون الصحراء لأنها ترمز إلى الحرية والعزة ولم يألفوا الإدعان لأحد. قساوة صحرائهم التي اعتادوا عليها جعلت منهم رجالا قساة الى حد تشبيه الطارقي بالجمل لقدرته على التحمل ومقاومة العطش.
إن الصحراء وحياة الطوارق وتقاليدهم وصناعتهم التقليدية اسطورة تلهب خيال المشاهد
فالطوارق هوية مقموعة وسكان يفتك بهم الجوع وأرض مليئة بالخيرات وآثار وتاريخ عظيم ، تلك هي حالة أزواد.