أروى بريس
كشف التقرير السنوي حول حرية الصحافة في العالم الذي تُصدره مؤسسة “مراسلون بلا حدود” أن المغرب تقدم مرتبة واحدة في سلم الترتيب لينتقل من المرتبة 136 العام الماضي إلى 135 هذا العام، وهو الأمر الذي لم يكن كافية لإبعاده عن التصنيف الأحمر الفاتح أي الرابع وما قبل الأخير من التصنيفات الإجمالية لدرجة الحرية، والمرتبطة أيضا بمدى احترام المشهد الإعلامي للتعددية والسياق الاقتصادي الذي يشتغل فيه الصحافيون ومنابرهم.
وقال التقرير إن تعددية الصحافة في المغرب تبقى مجرد واجهة صورية، حيث لا تعكس وسائل الإعلام تنوع الآراء السياسية في البلاد، ويواجه الصحفيون المستقلون والمنابر الإعلامية الناقدة ضغوطاً كبيرة، كما يُنتهك الحق في الحصول على المعلومات أمام آلة الدعاية التي ترمي بكل ثقلها، بينما أصبح التضليل الإعلامي أداة لخدمة الأجندة السياسية لدوائر السلطة.
وأضاف التقرير أنه “أمام هذه الضغوط الخانقة، سقطت آخر قلاع الإعلام المستقل في المغرب بعد أن احتجبت جريدة “أخبار اليوم” في أبريل من سنة 2021، لتُصبح منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المصدر الرئيسي للباحثين عن الأخبار في البلاد”، كما نبّه إلى أن وصول حزب التجمع الوطني للأحرار إلى السلطة وترؤس عزيز أخنوش للحكومة عقب انتخابات 2021 كان له دور سياسي سلبي، حيث إن “مكانته كرجل أعمال قوي تثير مخاوف بشأن إمكانية فسح المجال لظهور تواطؤ كبير بين وسائل الإعلام والقطاعات الاقتصادية”.
ومن الناحية القانونية أوضح التقرير أن الدستور المغربي أكد على حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومات، كما يحظر أي رقابة مسبقة وينص على أن “تضمن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري احترام التعددية”.