جرى يومه الجمعة، بمراكش، تنظيم حفل تم خلاله تمكين طلبة جامعة القاضي عياض من 143 دراجة كهربائية، بمبادرة من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وذلك في إطار عملية تجريبية حول “التنقل الكهربائي” استجابة لاحتياجات المستفيدين لتسهيل تنقلهم بين مقار سكناهم والمؤسسات التابعة للجامعة بالمدينة الحمراء.
وتندرج هذه المبادرة، من جهة أخرى، في إطار عملية التعويض الطوعي للكربون، التي تهدف الى التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال التعويض، مع المساهمة في مشاريع النجاعة الطاقية ومشاريع الطاقة المتجددة (الطاقة الكهروضوئية، وسخانات المياه بالطاقة الشمسية، وإضاءة ليد)، وعزل الكربون (زراعة الاشجار والنخيل)، والتحسيس والتكوين.
ويعد برنامج التعويض الطوعي للكربون أيضا جزءا لا يتجزأ من ميثاق جودة الهواء، ويتمثل الغرض منه في تعبئة المقاولات والأقاليم في إطار مقاربة تطوعية لصالح المناخ.
وثمن رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض، في كلمة خلال الحفل، هذه المبادرة التي تعد تمرة تعاون بين الجامعة ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مشيرا الى أن المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبنى ديناميكية من خلال اصلاحات تروم تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة ومرنة، وذات أثر ملموس على المجتمع .
وبعد أن ذكر أن “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تعبأت من أجل قضايا البيئة والتضامن والادماج، تسعى، على الخصوص، إلى التحسيس والتربية على البيئة المستدامة”، أوضح السيد احبيض أن اختيار المؤسسة لجامعة القاضي عياض يعود لالتزام هذه الأخيرة بقضايا البيئة، مما يجعلها جامعة نموذجية في أجرأة هذا العمل.
ومن جهته، أوضح المكلف بالتنسيق بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، منير الفارسي، أن “هذه المبادرة النبيلة تعكس، قبل كل شيء، انخراط صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة المؤسسة، وتعبئتها تجاه القضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية، التي تتجسد، على الخصوص، في هذا المشروع، المتمثل في تمكين عدد من الطلبة من الدراجات الكهربائية”.
وأعرب عن اعتزازه بهذه المبادرة النموذجية المتعلقة بالدراجات الكهربائية، التي تندرج في اطار استمرارية الدراسة المنجزة من قبل المؤسسة والسلطات المحلية وبرنامج الامم المتحدة للتنمية من أجل ادراج التنقل الكهربائي في مراكش، من جهة، ومن جهة أخرى في إطار عملية التعويض الطوعي للكربون الهادفة الى تقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، وذلك عبر المساهمة في مشاريع للنجاعة الطاقية والطاقة المتجددة، وإزالة الكربون، والتحسيس والتكوين.
وأضاف أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تقود بمعية شركائها عملية تجريبية تتعلق بتوفير 143 دراجة كهربائية لفائدة طلبة جامعة القاضي عياض بمراكش، مبرزا أن هذه العملية ستمكن الجامعة من ابراز الممارسات الجيدة في اطار شبكة الجامعات الخضراء الافريقية وتعليم الشباب، بدعم من المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي هي عضو فيه.
ويتم تنفيذ هذا الإجراء بالشراكة مع مقاولة مغربية تعمل على التراب الوطني وقادرة على توفير منتجات ذات جودة، بالإضافة إلى التكوين على الاستخدام المستدام للبطاريات. وهي شركة ناشئة يوجد مقرها في المنطقة الحرة بطنجة، وتقوم بتصدير كل إنتاجها نحو أوروبا وأمريكا الشمالية منذ سنة 2018.
وستتم توعية المستفيدين من هذه الدراجات بالفضائل البيئية للتنقل الكهربائي، وبشكل أعم، بتحديات التغير المناخي، وذلك من خلال تكوينات مقدمة من قبل مختبرات ترابية للتكوين تابعة لمؤسسة مـحمد السادس لحماية البيئة.
وبعد تزويد 1100 مدرسة بالكهرباء وزرع 24000 شجرة نخيل صغيرة، وبالتالي تجنب انبعاث 40.000 طن من معادل الكربون، تم إجراء دراسة لاقتراح بدائل عملية ومستدامة لعملية التعويض الطوعي للكربون اعتبارا من سنة 2021، للاحتفاظ بأربع طرق جديدة من التعويض، وهي زراعة أنواع محلية تتكيف مع المواقع المختارة، وبلورة أجهزة للنجاعة الطاقية (الأطقم الكهروضوئية، وإضاءة ليد، وسخانات المياه بالطاقة الشمسية)، وتنظيم حملات التحسيس والتكوين والتنشيط مع الفاعلين المهتمين بانبعاثات الغازات الدفيئة (المؤسسات والهيئات العمومية والخاصة) لتشجيعهم على تنفيذ استراتيجيات للتخفيف وتعويض الكربون، والتنقل المستدام والكهربائي.