عدنان مخلص-أروى بريس
شارك الفريق الوطني المغربي للتايكوندو خلال يومي 2 و 3 فبراير 2023, ضمن فعاليات بطولة كأس العرب المعتمدة من طرف الاتحاد الدولي، والمنظمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.حيث أحرزت العناصر الوطنية، 13 ميدالية (3 ذهبية و3 فضية و7 برونزية).
ومن بين أبطال الذهب الثلاث،يبرز إسم سلمى مورينو إبنة مقاطعة اليوسفية، وبالضبط حي الفرح بتسميته الإدارية أو دوار الحاجة كما هو متداول بين ساكنة المنطقة،حيث إستطاعت تحقيق المرتبة الأولى ضمن وزن أقل من 49 كلغ.
ومن يعرف المنطقة التي ترعرعت فيها هذه البطلة، سيعلم علم اليقين،حجم التحديات والمعيقات،التي واجهتها سلمى، لتكون اليوم بطلة تشرف راية المغرب في هذا المحفل الدولي.
فقد أنجبت هذه المنطقة على مر السنوات العديد من الأبطال في مختلف التخصصات الرياضية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، ومنهم من عانق الألقاب القارية والعالمية،وشرف الراية المغربية أحسن تشريف، بفعل مجهوداته الخاصة و مساعدة وتضحيات وإجتهادات المحيطين به.في غياب تام لدور المؤسسات الوصية على قطاع الرياضة أو تلك ذات الصلة،فيكفي أن نذكر أنه اليوم من أجل ممارسة أي نشاط رياضي داخل هذه المنطقة التي تصنف على أنها من بين المناطق الأكثر هشاشة على الصعيد الوطني، يفرض حتى على الأندية المنضوية تحت لواء الجامعات الرياضية الدفع مقابل إستغلال فضاءات تم تشييدها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وإن كان تتويج البطلة سلمى مورينو، يقتضي منا اليوم التعبير عن السعادة والإفتخار ببطلة صنعت مجدا في ظل هذه الظروف،فهو يلزمنا كذلك بتسليط الضوء على منطقة يستنزف بإسمها وبإسم ساكنتها الملايير من الدراهم في تشييد عدد من المشاريع بداعي إخراجها من الهشاشة،لكنها في الأخير يساء تدبيرها وتصبح حكرا لمن يستطيع الدفع للإستفادة منها عوض أن تكون فضاءات للقرب فهي تصبح بعيدة كل البعد وهي على مرآى من أبناء تلك المنطقة.
والمؤسف في الأمر أن هذا يحدث في ظل صمت رهيب للمؤسسات المنتخبة،وبرلمانيي المنطقة المفروض فيهم الترافع عن ذلك،بل والعمل على إقتراح وإطلاق مبادرات للإستثمار في هذه النجاحات،التي يتم تحقيقها من رحم المعانات والتحديات. لجعل سلمى مورينو وأقرانها رمزا وقدوة لأطفال وشباب المنطقة لتحقيق التميز، والسير على نفس الخطى وتجنيبهم بشكل إستباقي السقوط في براثين الإدمان و الجريمة والتطرف….. وغيرها من الموبقات حتى لا تصفوا هذه المناطق في تقاريركم المستقبلية بأنها مجرد بؤر سوداء داخل العاصمة.