أروى بريس
خسر سهم دويتشه بنك الألماني خُمس قيمته حتى الآن هذا الشهر، كما فقد سهمه نحو 19.2% منذ مطلع السنة، وقفزت تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد للبنك، وهي شكل من أشكال التأمين لحاملي السندات، إلى أعلى مستوى لها خلال أربع سنوات، وفقاً لبيانات “ستاندرد أند بورز”.
وقال كبير محللي السوق في “آي.جي”، كريس بوشامب: “ما زلنا على حافة الهاوية ننتظر سقوط قطعة دومينو أخرى، ومن الواضح أن دويتشه بنك هو القطعة التالية في أذهان الجميع”، وأضاف بأنّه يبدو أن الأزمة المصرفية لم تنته تماماً.
وسعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى طمأنة الأسواق، مشيرةً في تصريح لها إلى كونها لا تعتقد أنّه يوجد أي “مبعث قلق محدد” إزاء الاستقرار الاقتصادي في أوروبا، وذلك حينما سُئلت عن الأزمة التي عصفت بقطاع البنوك الأوروبية وتحديداً “دويتشه بنك”.
وقالت ميلوني للصحافيين عقب قمة للقادة الأوروبيين في بروكسل اليوم: “أسس المنظومة متينة”، ما أثار موجة من الانتقادات، كون الأسهم الأوروبية تتراجع، تأثراً بالمخاوف من أزمة مصرفية أخرى، خصوصاً مع التراجع الحاد لأكبر البنوك الألمانية.
وكانت وكالة “موديز” للتصنيفات الائتمانية، قد استبعدت أن تواجه البنوك الكبرى في أوروبا، ضغوطاً مماثلة للأزمة التي تعرض لها بنك “كريدي سويس” الذي استحوذ عليه منافسه السويسري الأكبر “يو بي إس” لتفادي انهيارات أوسع في القطاع المصرفي.
وأشارت “موديز” في تقرير لها، أول أمس الأربعاء، إلى أنّ البنوك الأوروبية الـ11 الكبرى الأخرى في المنطقة، والتي من بينها “دويتشه بنك”، و”بي إن بي باريبا”، لا تُظهر “ضعفاً في ملف الائتمان”، مثل الذي أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين والمودعين في “كريدي سويس” على مدى عامين تقريباً.
وأتى تراجع “دويتشه بنك” ليقلب كل التوقعات والتحليلات، ويزيد من حدة المخاوف وتأثيرها على سوق الأسهم والمصارف الأوروبية.
ويُذكر أنّ “دويتشه بنك” كان قد سوى دعوى قضائية مؤخراً، اتّهم فيها صندوقين خارجيين بالتراجع عن اتفاق لبيع مطالبات بقيمة 1.6 مليار دولار في إفلاس شركة “برنارد مادوف”.
وكشف محامو البنك الألماني وصندوق “Kingate Global Fund” و “Kingate Euro Fund”، عن التسوية الحديثة، أمس الخميس، في خطاب تمّ رفعه في محكمة اتحادية أميركية في مانهاتن.