دعا الدكتور علي الصيني النقشبندي، ممثل الطريقة الجهرية النقشبندية بالصين الشعبية ونائب مرشد صوفية الصين الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني، إلى احترام الاخر والتعايش بشكل متناغم مع مختلف القوميات والأديان والثقافات والحضارات، وذلك عبر سبل التعاون والتبادل والصداقة الدائمة من أجل تحقيق مجتمع يسوده السلم والسلام والأمن والأمان.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر التصوف العالمي العاشر، الذي نظمته الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية بتنسيق مع مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث وبشراكة مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة محمد الأول بوجدة المملكة المغربية، بمدينة كلميم جنوب المغرب يوم الخميس 18 ماي 2023، تحت شعار” التَّصَوُّفُ السَّنِّيُّ بَينَ تَوحِيدِ المَرجِعِيَّةِ وَتَأكِيدِ الهُوِيَّةِ “، بحضور علماء وباحثين من 30 دولة.
وأكد أن الصوفية والتصوف هما أصل من أصول منبع السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، موضحا أن الطريقة الصوفية مستمدة من منهج رسول الله ﷺ القائم على محبة الله ورسوله وال بيته وصحابته وجميع الخلق، وأردف أن الصوفية ليست مذهبًا ولا حزبًا من الأحزاب إنما هي روح الإسلام وجوهره، مبينا أن روح التصوف تقوم على معرفة الله تعالى.
ولفت إلى إلى أن العلماء ورثة الأنبياء وأن العارفين بالله من شيوخ التصوف ورثوا النور المحمدي، مشددا على ضرورة التمسك بالكتاب والسنة سيرا على نهج السلف الصالح من أهل السلوك والعرفان، داعيا إلى التقرب من الله تعالى بالأعمال الحسنة والتعبد القلبي الخالص لله تعالى.
واعتبر الأكاديمي علي النقشبندي أن الرسالة المحمدية رسالة كونية بل هي رحمة مهداة للعالمين من نسل آدم عليه السلام، نافيا أن تكون للمسلمين فقط، وإنما تشمل جميع الخلق مهما اختلفت أديانهم ومعتقداتهم وألوانهم وأجناسهم، مستدلا بقوله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، منبها إلى أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيرا إلى أن هذا الطريق هو ما يميز التصوف.
وشدد على أن دين الإسلام القائم على الإخلاص والمحبة والأخلاق الحسنة والمحبة والوفاء هو السبيل الصالح لسعادة الإنسان في هذه الدنيا.
وفي ذات السياق أشاد الشيخ علي بدور مشايخ الطرق وعلماء الحقيقة في التربية والتزكية والرقي بالعبد المؤمن مدارج السالكين، وذلك عبر اتباع الشريعة المحمدية ومخالفة الهوى ومجاهدة النفس وترك الحقد والغل والحسد والظلم حتى تسمو القلوب وترتاح الأرواح، وتابع “لولا المربي ما عرفت ربي، الإسلام مدينة ذهبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بابها ومرشد الصوفية مفتاح قفل ذلك الباب”، مشيرا إلى أن الصوفي الحقيقي، يجب أن يبني جنتين جنة الدنيا في المجتمع وجنة الآخرة بعد الموت.