يونس لقطارني – أروى بريس
لا تقتصر أشكال ظاهرة العمل الخيري لأهداف انتخابية على مساعدات قفة رمضان، بل تتعداها، فعلى سبيل المثال يتوجه العديد من السياسيين المغاربة قبل الانتخابات إلى الأحياء الفقيرة و المهمشة لتوثيق حديثهم مع بعض المواطنين الفقراء، أو تناول الطعام في مطعم شعبي، وتصوير نشاطهم وعرضه على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار حملة انتخابية إلكترونية لا تكلف أموالاً طائلة، وهو ما بات يُسمى محلياً بظاهرة “شوفوني” ، وكأن ذلك السياسي يقول من وراء تلك الصور “شاهدوني وأنا أتواضع مع الفقراء”.
وأدى الإكثار من الاستخدام الانتخابي للعمل الخيري فى المغرب، إلى إصدار وزارة الداخلية تعليمات صارمة الى رجال السلطة المنتشرين بكل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، بمنع أي مساعدات للمتضررين تحمل رموزا سياسية للأحزاب و رفض التوظيف السياسي للعمل الخيري والتضامني، كيفما كان ميوله السياسي، في استمالة الناخبين، بأشكال بائسة .
وقامت السلطات المحلية بمنع قافلة لحزب العدالة والتنمية تحمل شارة المصباح في الشاحنة التي كانت تحمل المساعدات الإنسانية، رغم التدخلات السياسية لدى السلطات، تقرر المنع تجنبا لاستغلال المساعدات لأهداف انتخابية، وهو ما حرصت وزارة الداخلية على تجنبه منذ اليوم الأول من الزلزال، موضحة أن الكثير من الأحزاب ساهمت في إيصال المساعدات للمتضررين لكن دون إشارة للهوية السياسية.