أروى بريس- إسبانيا
في إطار مشروع “SûrMaRoute” الممول بشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، والمنجز من طرف “مركز الإعلام والتربية من أجل التنمية”، و”جمعية القانون الفرنسي الدولية للهجرة والمواطنة والتنمية”، وبمبادرة من “الصندوق الأندلسي للبلديات من أجل التضامن الدولي” نظم بمدينة الرباط خلال يومي الأربعاء والخميس لقاء وطني في موضوع: “سبل تفعيل السياسات العمومية للهجرة على المستوى الترابي“، ويهدف اللقاء إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين في مجال تفعيل سياسات الهجرة على المستوى الترابي، وتقديم خلاصات الورشات الجهوية، إلى جانب إبراز وتقاسم الممارسات الجيدة في تدبير قضايا الهجرة.
وفي كلمة لها بهذه المناسبة، قالت المكلفة ببرنامج ببعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط، إيزابيل واهدوفا، إن هذا اللقاء يشكل محطة مهمة ضمن مشروع “SûrMaRoute“، الذي يندرج في إطار مقاربة التعاون في مجال الهجرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ويساهم في بناء سياسة هجرة أكثر إنسانية ونجاعة، ومرتبطة بالواقع المحلي، من خلال وضع الإنسان في صلب السياسات.
وأضافت واهدوفا أنه “بفضل تعاون وثيق بين شركاء المشروع والفاعلين المحليين بالمغرب، انخرطت ثلاث جهات نموذجية في المشروع، هي الجهة الشرقية، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وجهة بني ملال-خنيفرة“، مشيرة إلى أن الورشات التشاركية التي نظمت بهذه الجهات ساهمت في تعزيز القدرات المحلية وبلورة رؤية مشتركة حول قضايا الهجرة على المستوى الترابي.
كما شددت على أن إرساء سياسات هجرة مستدامة لا يمكن أن يتم إلا على أسس الاندماج والشراكة والمسؤولية المشتركة، مبرزة أهمية استحضار البعد الترابي في تعبئة الموارد المحلية وتثمين كفاءات القرب.
من جانبه، دعا عضو مكتب “الصندوق الأندلسي للبلديات من أجل التضامن الدولي”، وعمدة بلدية “بياس” (إقليم ولبة الإسباني)، خوسيه لينيرو، إلى تعزيز التعاون الترابي في مجال الهجرة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الروابط الهوياتية والثقافية للجاليات، مع ضمان حقوقها الأساسية.
وفي معرض حديثه عن الهجرة الدائرية، سيما في المجال الفلاحي بإقليم هويلبا، أبرز لينيروالجهود المبذولة لضمان حقوق العاملات الموسميات، مشيرا إلى أنه قد تم اتخاذ تدابير لـ”تأطير هذه العقود وتفادي أي تجاوزات“.
من جهته، أكد الأستاذ الجامعي والخبير في قضايا الهجرة والاندماج، سعد علمي المروني، على أهمية هذا اللقاء في تقييم التقدم الحاصل في مجال ترسيخ تعزيز سياسات الهجرة على المستوى الترابي بالمغرب.
ودعا المروني إلى إرساء حكامة ترابية للهجرة تراعي تنوع الخصوصيات المحلية، وتستند إلى مبادئ الحق في المدينة الذي يشمل الولوج المنصف إلى الخدمات والمرافق العمومية والمشاركة المدنية والاعتراف الرمزي.
ويهدف مشروع “SûrMaroute” إلى مكافحة الهجرة غير النظامية نحو الاتحاد الأوروبي، من خلال إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية تبرز البدائل الممكنة لهذا النوع من الهجرة.
وفي إطار توسيع وقع هذا المشروع، تم العمل على تعميم دينامية الحوار، التي انطلقت منذ سنة على مستوى جهات بني ملال-خنيفرة، وطنجة-تطوان-الحسيمة، والجهة الشرقية، على المستوى الوطني.
وتهدف هذه المقاربة، حسب المنظمين، إلى المساهمة في رصد مسارات ملموسة لتعزيز إرساء خدمات التوجيه لفائدة الأشخاص المهاجرين، وذلك بالارتكاز، على الخصوص، على التحسيس وتقوية قدرات الأطر الجماعية والمنتخبين المحليين من خلال تمكينهم من مناهج وأدوات ملائمة، ومواكبتهم ضمن مسار لربط الشبكات مع فاعلين ترابيين آخرين.
ويشكل الصندوق الأندلسي للجماعات الترابية للتضامن الدولي (FAMSI) شبكة من الجماعات المحلية والترابية بالأندلس، تعنى بتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية المستدامة. ويضطلع بدور نشط في محاربة الفقر والحد من الفوارق من خلال تشجيع الشراكات بين الجماعات المحلية ومختلف الفاعلين الاجتماعيين.
وفي المغرب، يساهم الصندوق الأندلسي للجماعات الترابية للتضامن الدولي في تنزيل مشاريع للتنمية المحلية وتعزيز القدرات المؤسساتية. ويهدف، من خلال التضامن وتبادل التجارب، إلى الإسهام في بناء عالم أكثر عدالة وإنصافا.