أروى بريس
قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، في حوار مع صحيفة “لاراثون” الإسبانية، إن موقف مدريد من قضية الصحراء، الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي، يمثل ولا يزال “أساسا للثقة” بين البلدين.
وأورد أخنوش في الحوار الذي نُشر يوم أمس الاثنين، والذي أجراه بمناسبة الدورة الـ13 للاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية، الذي احتضنته مدريد الأسبوع الماضي، أن المغرب تبنى “موقفا حازماً ومُنصفا” في قضية الصحراء، يقوم على “تنويع تحالفاتنا وتعزيزها، مع وضع الدعم غير الملتبس لسيادتنا الترابية الكاملة وغير القابلة للتجزئة في صلب هذه التحالفات”.
واعتبر رئيس الحكومة المغربية أن هناك “تقاربا استراتيجيا بين الرباط ومدريد في قضية الصحراء المغربية بفضل وضوح وثبات الموقف الإسباني، المتوافق مع قرارات مجلس الأمن”، وأضاف أن “هذا الموقف، شكل ولا يزال، أساسا للثقة بين بلدينا وعنصرا بنيويا للاستقرار الإقليمي في الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأطلسية”.
واعتبر أخنوش أن الشراكة بين البلدين “تمتعت باستقرار كبير ودينامية خاصة في السنوات الأخيرة، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وقد سمح الزخم السياسي الذي قاده رئيسا الدولتين، والعمق الذي تتسم به العلاقة بينهما، بأن تُرسَّخ هذه الشراكة بشكل واضح ومتين، مما مهد الطريق لتعاون مُعزَّز وذو بعد هيكلي”.
وعلى المستوى الاقتصادي، أورد رئيس الحكومة أن المغرب وإسبانيا “ليسا مجرد جيران، فكل طرف شريك وسوق استراتيجي للطرف الآخر”، وتابع “إسبانيا هي اليوم الشريك التجاري الأول للمغرب، بينما يحتل المغرب المرتبة الثالثة كأهم زبون لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وهو أيضا أكبر زبون ومزوِّد لإسبانيا في إفريقيا كلها”.
ووصف رئيس الحكومة التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بأنه “رمز قوي للتقارب”، مبرزا أن لهذه البلدان “قدرة المشتركة على إنجاز مشروع عالمي طموح وبعيد النظر، مبني على التنسيق والثقة”.
وخلص أخنوش إلى أن هذا المونديال “أكثر من مجرد حدث رياضي، إنه محرِّك للاستثمار، يضع شراكتنا على مسار إنجاز استثمارات كبرى في البنية التحتية للنقل، والمرافق الرياضية، والقدرة الفندقية والسياحية، والحلول الرقمية، والأمن، والصورة الدولية، هو أيضا دليل على ما يمكننا فعله معا”.

