أروى بريس
كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حوار لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أنه سيقوم بزيارة دولة إلى فرنسا في غضون العام المقبل، كما سيزور موسكو بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال تبون ، إن قرار السلطات الفرنسية العودة إلى النسق الطبيعي لمنح التأشيرات للرعايا الجزائريين، “هذه عودة للوضع الذي تؤطره اتفاقيات أفيان واتفاق 1968 حول تنقل الأشخاص”.
وجدد رفض الجزائر استقبال مهاجرين من العائدين من بؤر التوتر والقتال، بعدما كانوا يقيمون في فرنسا، وقال “كل هؤلاء وأقصد الذي يحملون الجنسية الجزائرية دون غيرها، أصبحوا متطرفين في فرنسا ثم التحقوا بسورية، الجزائر ليست مسؤولة على ما آلوا اليه”.
وكانت قضية التأشيرات وترحيل الرعايا الجزائريين المقيمين بطريقة غير قانونية في فرنسا، قد أحدثت خلافات حادة بين البلدين، منذ نهاية شهر سبتمبر 2021.
ونشبت إثر ذلك أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس، بعد قرار الأخيرة خفض التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين، بنسبة 50 في المائة، ردا على ما اعتبرته باريس تماطل السلطات الجزائرية في القبول بترحيل رعاياها من المهاجرين غير النظاميين المقيمين في فرنسا، تزعم باريس أن عددهم يفوق السبعة آلاف مهاجر.
ودفع ذلك الجزائر إلى استدعاء سفيرها من باريس للتشاور، لمدة أربعة أشهر، قبل أن يعلن وزير الداخلية الفرنسي درامانان قبل أسبوع في الجزائر عودة النسق الطبيعي التأشيرات.
إلى ذلك، وردا على سؤال بشأن تراجع تدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، قال الرئيس الجزائري إنه “من غير المعقول أن نفرض على الجزائريين تعلمها، فلم نستقل سنة 1962 لنصبح أعضاء في كومنلوث لغوي، إضافة إلى أن اللغة الانجليزية لغة عالمية وهذه حقيقة”.
وأشار إلى أنه يتعين “على فرنسا التخلص من عقدة المستعمِر، وعلى الجزائريين التحرر من عقدة المستعمر”. كما أعلن الرئيس تبون تمسك الجزائر بمطالبة فرنسا بتحمل مسؤولياتها بشأن تنظيف مواقع التجارب النووية التي قامت بها في الصحراء الجزائرية قبل الاستقلال، والتكفل بعلاج المصابين بمخلفاتها”.
ورفض الرئيس تبون خلال الحوار الصحفي، وجود قوات فاغنر الروسية في منطقة الساحل ومالي، وأكد أن الأموال التي تخصص لتمويل هذه العمليات “لو وجهت نحو التنمية لكان أكثر جدوى”.
وانتقد ما اعتبره تباينا في موقف المجتمع الدولي إزاء الحرب في أوكرانيا مقارنة بالوضع في فلسطين ومناطق أخرى، وقال “ما يمكن أن أقوله، الجزائر لا تؤيد ولا تدين ما يحدث في أوكرانيا، فالجزائر من دول عدم الانحياز، وما يمكن قوله أيضا لا يمكن لأحد أن يحول الجزائر إلى دولة تابعة فالجزائر ولدت لتكون حرة”.
وأضاف: “من جهة أخرى سيكون أمرا مستحسنا لو تقوم الأمم المتحدة بإدانة ما يحدث من أمور مماثلة خارج أوروبا كاحتلال الجولان من طرف اسرائيل والصحراء من طرف المغرب”. مشيرا إلى أنه سيزور موسكو في وقت لاحق.
تواصل الأزمة مع المغرب
وبحسب الرئيس تبون، فإن مؤشرات الأزمة مع المغرب مازالت مستمرة، بسبب ما يعتبره “تمادي النظام المغربي في إصدار تصرفات وتصريحات معادية لبلادنا والعلاقات معه متشنجة منذ الهجوم المغربي على الأراضي الجزائرية عام 1963″، مشددا على أن “المشكل مع النظام المغربي وليس مع الشعب المغربي، هناك 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر دون أدنى مشكل”.
وأكد تبون أن قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب كان الخيار البديل للحرب معه، مجددا رفض الجزائر أية وساطات لحل الأزمة بين البلدين، بعد قطع العلاقات في غشت 2021.