أروى بريس -اسبانيا
قال إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب: «إن الاتحاد الاشتراكي لا يمكن أن يزايد عليه أحد في الدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس مؤكدين فهمنا لمقولة :» القضية الفلسطينية قضية وطنية» التي كانت من شعارات مجلة « فلسطين»، التي كان مدير تحريرها عمر بنجلون، في الوقت الذي كان المشارقة يقولون إنها قضية مركزية، وكانوا يعنون تأجيل معارك الدمقرطة لحين تحرير فلسطين، فأقاموا للأسف أنظمة شمولية، ولم يحرروا فلسطين، فيما قرن الشهيد عمر بنجلون برؤية استشرافية، بين توازي خط النضال الديمقراطي وطنيا، مع خط تحرير الأوطان والشعوب، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر مقولته الملهمة: القضية الفلسطينية قضية وطنية «.
وأضاف إدريس لشكر في اجتماع المجلس الوطني للحزب المنعقد يوم السبت الماضي بتقنية زوم «من باب وفائنا لشهداء وحدتنا الترابية والمسألة الديمقراطية والقضايا الإنسانية العادلة، ومن باب تأكيد الفرز والتميز التاريخي بين القادة والشهداء والمثقفين والمناضلين الاتحاديين وما عداهم من أطياف طارئة، القول بفخر كبير وبدون أدنى ذرة منة على وطننا بأن الاتحاديين والاتحاديات سيظلون معتزين بالنموذج الذي قدمه الشهيد عمر بنحلون ومن سبقه ولحقه في الوطنية المجردة والعقلانية الخالصة و القناعات الاشتراكية الديمقراطية المنفتحة، والتضحية المثالية و وضوح الرؤية».
وشدد لشكر على خوض الاستحقاقات المقبلة والاستعداد لها تحت شعار مركزي : «من أجل تناوب جديد ذي أفق اجتماعي-ديموقراطي»: وقال في هذا الصدد: «إن هذا التناوب الذي ننشده، وتنشده فئات عريضة من المجتمع، ويتقاطع كليا مع التوجيهات الملكية، من شأنه أن يضمن لبلدنا أسباب المناعة المؤسساتية، وشروط الاستقرار السياسي، ومقومات الأمن المجتمعي «.
من جهته قال الحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني: «أَقِفَ مَعَكُمْ ومعكُنَّ وقفة تحية وإِكبار للقائد الاتحادي الوطني الفذّ سي عبد الرحمن اليوسفي الذي شَكَّلَ غيابُه الجسدي الفَادِح لحظةً استثنائيةً خاصة بالنسبة لجماهير شعبنا ولقاعدتنا الاتحادية كُلِّها وللقوى الوطنية والديمقراطية كافة، ولجميع الخيِّرين الذين كانوا يدركون قيمةَ الرَّجُل ومكانته ونوعية حُضُورِه وإسهامِهِ في البناء المؤسساتي، وفي الوحدة والاستقرار، وفي إِثراء أسبابِ الثقةِ بين الدولة والمجتمع. وذلك ما أدركه الجميع، وقَدَّرَه الجميع، ونَوَّهَ به الجميع حتى وإِن منعَتْنَا هذه الجائحة من تنظيم وداعٍ كبيرٍ حاشِدٍ يليق بمقَامِهِ وتاريخِهِ ورمْزِياته. ويكفي الموقف النبيل الذي وقَفَه صاحبُ الجلالة تُجَاهَ سي عبد الرَّحمن ومَعَهُ وإلى جانبه في مختلف متاعبه الصحية الأَخيرة بل وقَبْلَها عندما كرَّمَه أحْسَنَ تكريم في لمساتٍ وإِشاراتٍ من الوفاء الإنساني والرَّمْزي الرفيع شاكرين لجلالته هذه الروحَ، وهذا المَعْنَى المؤسس لوطنيةٍ جديدة تَمدُّ الجسور، وتَزْرَعُ قيم الاستقامة والثقة في الممارسة السياسية، وفي السلوك الوطنيي المُتَحضِّر».
وأضاف المالكي : « المغرب كان محظوظًا بالمنجزات الأَخيرة على الأَرض التي حققتها قواتُنا المسلَّحة الملكية المظَفَّرة بقيادة جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، في ممر الݣرݣرات بأكبرِ قَدْرٍ من التَّبَصُّر والحكمة والمسؤولية والجرأة. ولكنَّ الغِبطَة لا تأتي دائمًا وَحْدَهَا، فسرعان ما فُوجئَ العَالَم، وفوجئ خصوم وحدتِنا الترابية، بقرار الإِدارة الأمريكية بسيادةِ المغرب على صحرائه، وذلك إثْر مرسومٍ رئاسي للرئيس الأمريكي له قوتُه القانونية والسياسية والدبلوماسية والرمزية».