يونس لقطارني
تُرى كيف ستكون ردود أفعال أرباب السلطة وسماسرة السياسين في المغرب إذا خرج إلى ساحات التظاهر الفقراء و العاطلين عن العمل أو نصفهم من الذين أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، أنهم يعيشون تحت خط الفُقر ولايملكون مصدراً حقيقياً وثابتاً للدخل، وهل تكون المنشورات التى تغزو منصات التواصل الاجتماعي مقدمات أو إيحاءات لبداية ثورة الخبز التي ستُطيح بأركان المعبد السياسي على رؤوس كهنته خصوصاً مع إرتفاع المديونية الخارجية بنسبة 153% خلال 13 عاما الماضية، لتصل إلى 69.2 مليار دولار، وهو رقم فاحش من المديونية لم يُحققها المغرب طيلة الأعوام السابقة التي مضت، مايعادل موازنة بعض دول الجوار .
في الوقت الذي لازال المواطن المتعثر في حياته ورزقه يبحث عن حبة الاسبرين في المستشفيات الحكومية وعن الماء الصالح للشرب فى المداشر والقرى وعن الكهرباء التي غابت في أروقة الفساد، بل لقد أصبح من أكبر هموم الشاب المغربي أن يجد له وظيفة تُعينه على عاديات الزمن في دوامة ذلك التجاهل الحكومي والمراهنة على صبر الصابرين ودعاء الصالحين ، والتغاضي والسكوت عن مصير المليارات المنهوبة والعائمة وكيف صُرفت أو تُصرف؟ وأين ذهبت؟ ولا حتى من يُجيب عن مصير الألاف من المليار التي ضاعت هباءً منثوراً في ظل منظومة النهب والسرقة والتي لو إستُثمرت بأيادٍ وطنية ومخلصة لكان بالإمكان بناء مغرب جديد بكامل بُناه التحتية والخدمياتية يوضع إلى جانب المغرب المنسى على الخارطة الجغرافية.
هاهو المغرب بعد أكثر من عقدين من الزمن يشهد تنامي ثقافة الفساد التي تحدّتث عنها جل الحكومات السابقة و اللاحقة (بالمناسبة كل هؤلاء الساسة يعلمون جيداً من هم الذين سرقوا البلد والعباد ) لكنهم في بلد المغرب حيث يجد المواطن نفسه أسيراً للجوع والحرمان والتخلّف والفساد الذي يُمارس عليه وتتقاذفه أمواج البطالة والفُقر وهو يرى ثروات بلاده وخيراته تُنهب وتُسرق دون أن يجد من يقول لهؤلاء كفى سرقات او من أين لك هذا ؟.
المؤشرات السياسية والتوقعات تؤكد أن ثورة الجِياع قادمة لاشك في ذلك رغم أنها ستكون باهضة التكاليف قد تُدفع من جيوب الفقراء حتى تصل إلى حياتهم، لكنهم أدركوا أنهم وصلوا إلى مرحلة الإنفجار حيث لم تعد صرخات الجوع وأنين الفُقر ينفع لمن صُمّتْ آذانهم، وقديماً قالوا “إذا سافر الفُقر لبلد.. قال له الكُفر خُذني معك” ثورة الخبز قادمة لأن الجوع كافر كما يقولون… فإحذروا غضبة الجِياع إذا جاعوا… إحذروا.