بقلم شعيب جمال الدين
الصحافة العربية والدولية ربطت الأزمة السعودية الإماراتية بوجود تصدعات بين البلديين بإشكالية الرفع من إنتاج النفط وملف اليمن وقضية تسريع الإمارات في التطبيع مع إسرائيل وكذالك فشل الأخيرة في التعامل مع وباء كوفيد 19 .
لكن في الحقيقة كل هذه النقط المثارة إعلاميا لا تعدو سوى
غطاء للإخفاء مشكل سياسي كبير بي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرجل القوي في الإمارات ولي العهد محمد بن زايد هذا الأخير بقدر ماهو غير راضي تماما عن المصالحة السعودية القطرية التي تمت شهر يناير الماضي والتي إعتبرها طعنة له من حليفه ولي العهد محمد بن سلمان .
فاإن الأمر الذي زاد الطين بله وفجر غضب حكام قصر زعبيل في دبي هو معرفتهم عن طريق مستشارهم توني بلير بوجود مفاوضات سرية بين المملكة السعودية و العدو اللذوذ تركيا تحت رعاية ووساطة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تهدف إلى إجراء مصالحة بين البلدين تحتضنها الدوحة .
تسعى من خلالها الرياض إلى إعادة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط في أفق إنجاح عملية نقل العرش بسلاسة بين الملك الأب سليمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان التي تؤكد كل المؤشرات إحتمال تنازل والده عن الحكم قبل خريف السنة للأسباب صحية محضة
وكذالك قطع الطريق عن أي قيام أي مخطط إنقلابي مفترض ضد نجله من طرف أمراء وصقور مؤسسة الجيش والداخلية المدعومين من جهات نافذة جذا في واشنطن غير موافقة على إعتلاء محمد بن سلمان كرسي العرش بعد جريمة تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي .
يحدث هذا في ظل إستمرار رغبة الإمارات وفرنسا في السعي بكل الطرق والوسائل للإطاحة بالرئيس التركي رجب أردوغان من السلطة الذي يعتبر إستراتيجيا العقبة الوحيدة التي تقف في وجه توسيع نفوذهم في البحر المتوسط وليبيا وسوريا وبعض المواقع الهامة غرب إفريقيا .