أحمد المهداوي – أروى بريس
نعم، هذه حقيقة (المدينة) المزعومة،
في كلِّ مرَّة تهطلُ الأمطار تختنقُ الأرض حتَّى تلفظ ما تحمله من ميّاه عادمة، تمسي آيت أورير وما بها موطئ قدمٍ لم تغمره المياه المتدفقة دون أن تجد لها تصريفاً في ظلِّ هشاشة البنية التحتية أو غيابها في حالاتٍ ما، على مدار عقدين وأكثر كانت الوعود هي الغالب الأكبر دون أن يرى لها المواطن الآيتوريري أي أثر يذكر على أرض الواقع، أمّا الصور فحدث ولا حرج؛
ولو تعلّق الأمر بإنارة عمود كهربائي، أو جمع بقايا النفايات في إحدى الأحياء، على الرغم من بداهة الفِعل وأنه من الواجب القيام به يتم تصويره لساكنة هذه البلدة وكأنه إنجازٌ خارق أو مِنّة يمنُّها المُنتخبون في إغفال على كون الفِعل نفسه حق لا يقبل المُزايدات الخاوية،
قد يحدثُ أن تتعرض مدن كبرى في دول عظمى للغرق على الرغم من البُنى التحتية المتينة،
نعم،جائز، بيد أن الأمر هنا، لا يتعلّق بضُعف البُنى ذاتها بل بغلبة قوى الطبيعة التي تتسبب في إغراق كامل للمدن، بينما آيت أورير بضع مليمتراتٍ من الأمطار تغرقها ويزيد الأمر سوءً بامتلاء سواقي الرّي بماء مختلط، بالأمس، لم تعد ترى من أرض آيت أورير سوى (ضايات) الماء تغرق المكان، دون أن تجد بلّوعات لتصريف كلِّ ذلك الماء المجتمع في أحياء متفرِّقة،
ها هو ذي المجلسُ الموقّر ينشغل أعضاؤه بما يكسبون من مقاعد في الإنتخابات القادمة،
من يُسيطر !

هذا المهم ليس المهم أرضٌ عُلم أن الساكنة فيها تعمل بمبدأ (المسامح كريم) مع كلِّ انتخابات تنسى أو تتناسى أو يُنسيها من أرادها أن تنسى كلَّ ما فات ثمّ لا تتذكر سوى أنها (مدينةٌ) لصاحب اليد الطويلة ومُنتخبيه برد جميلٍ لا تدري هي نفسُها ما هو….