يونس لقطارني – اسبانيا
توصلت جريدة أروى بريس باسبانيا الى شهادات صادمة عن الاعتداءات الجنسية والظروف القاسية والمجحفة في حق العاملات المغربيات بمزارع الفراولة بإقليم ويلبا الاسباني .
تصريحات وشكايات حول جرائم انتهاك حقوق العمال والاعتداء الجنسي في حق العاملات الموسميات المغربيات اللواتي يشدن الرحال كل”موسم” إلى جنوب اسبانيا بحثا عن لقمة العيش في جحيم حقول الفراولة.
وإذا كانت هذه الفضيحة، قد شاع تناقلها وتداولها عبر مختلف وسائل الإعلام داخل اسبانيا ابتداء من أواخر شهر مايو الماضي، فان هذه الممارسات اللاانسانية والاعتداءات الهمجية التي تتعرض لها العاملات الموسميات الأجنبيات عموما والمغربيات خصوصا، ليست وليدة اليوم، وما حدث في هذا الموسم ما هو إلا غيض من فيض، وحلقة من مسلسل انتهاكات مستمرة ارتكبها ويرتكبها المشغلون ورؤساء العمل في مزارع وحقول جنوب اسبانيا بشكل يومي في كل موسم وبطريقة ممنهجة. وقد سبق لإحدى محاكم إقليم ويلبا أن بثت في أبريل 2014 في قضية مماثلة تعود أحداثها إلى 2009، حيث أدانت ثلاثة مشغلين بتُهَم تتعلق بالاعتداء الجنسي وبانتهاك حقوق العاملات الموسميات اللواتي يشتغلن عشر ساعات يوميا دون التعويض عن الساعات الإضافية المنصوص عليها في قوانين الشغل المعمول بها، وحرمانهن من الحق في الاستفادة من الحد الادنى من الوقت الذي يوجبه القانون للاستراحة والأكل. كل هذا وذاك يضاف إلى المعاملات المهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية، من سب وشتم وعنف جسدي وتحرش جنسي واغتصاب، في ظل اكتظاظ داخل غرف النوم التي كثيرا ما تكون مسرحا لجرائم الاعتداء والاستغلال الجنسيين. كما أوردت المجلة الألمانية ارقاما تعود الى 2016 حول النسبة المرتفعة لحالات الإجهاض في أوساط العاملات الموسميات، بسبب الحمل الناتج عن الاستعباد الجنسي.
فيما ترتفع أصوات منظمات حقوقية ونقابات عمالية في اسبانيا للتنبه إلى الوضع المأساوي لنحو 7000 آلاف إمرأة مغربية ، من العاملات الموسميات في حقول منطقة هويلفا الإسبانية، لا تكاد هؤلاء العاملات تجدن أي صدى لمعاناتهن لدى الحكومة المغربية.
فقد أدى إغلاق الحدود بين البلدان، بسبب وباء كورونا، إلى مضاعفة معاناة أولئك العاملات، وتحدثت تقارير حقوقية وصحفية عن تعرضهن لاعتداءات جسدية وجنسية ولاستغلال مفرط وللحرمان من الرعاية الصحية في ظل تفشي فيروس كوفيد ـ 19، في وقت كان من الصعب عليهن تقديم شكايات بسبب حالة الطوارئ الصحية.
https://www.youtube.com/watch?v=Scc7xRwXUCE