يونس لقطارني – اسبانيا
ربما سمعت قصة جورج فلويد أو قصص مماثلة مثل قصة الشاب المغربي الياس الطاهري و الحاجي و اراميس و ياسر رحمهم الله ,أكثر من مرة السنوات الماضية في العديد من القنوات الإخبارية أو قرأته في الصحف و المجلات أو على صفحات السوشيال ميديا .
و لأن تاريخ العبودية و العنصرية طويل جدا فقد تم إنتاج العديد من الأفلام التي تناقش هذه القضية سواء بقصص حقيقية لعبيد استطاعوا التحرر، أو لأشخاص تعرضوا لعنصرية. و للتعرف أكثر على هذا الوقت المظلم كشف لنا الصحافي المتميز ريكاردو غونزاليس مخرج الفيلم الوثائقي ELS NOSTRES GEORGE Floyd الذى يعطينا نظرة أقرب لأحوال العنصرية و الاقليات بلا تنميط .
يحاكي الفيلم الوثائقي مشاهد الاعتداء، بشكل مطابق، ما حدث للمواطن الأميركي جون فلويد في الولايات المتحدة عندما انقضّ أحد رجال الشرطة على رقبته مهشمًّا إياها فأخذ يصرخ “لا أستطيع أن أتنفس” ليلقى حتفه جراء ذلك.
يبدو الفيلم استشرافًا لما يحدث في اسبانيا خصوصاً، وما بدأت وتيرته في حوادث متشابهة في بعض الدول الأوروبية، إذ تدور أحداث فيلم “ELS NOSTRES GEORGE Floyd” في إطار تشويقي عقب انتشار خبر مقتل جورج فلويد، لتسود الاضطرابات والمواجهات بين العناصر الأمنية والمهاجرين، وسرعان ما يتصاعد غضب الأقليات جراء الحادث وتنتشر أعمال الشغب .
يثير الفيلم عددا من القضايا المتشابكة بينها عنف الشرطة وعنصريتها ضد الأقليات، قبول الآخر، ويمكن تصنيف الفيلم تحت فئة الأفلام الإنسانية التي تحاول وضع اليد على الجرح .
الفيلم يحمل رسائل ضمنية بضرورة عدم التعميم، باعتبار أنّ ليس كل المهاجرين همج أو متطرفين، فلم يتحامل عليهم وإنما برّر شغبهم بأنه جاء كرد فعل بعد مقتل أحد المهاجرين على يد الشرطة.
لم يحتو الفيلم إدانة أو اتهام لأي طرف سواء الأقليات المهاجرة أو قوات الشرطة الضالعة في قتل أحد المهاجرين، بل قدّم كل جانب بصورة موضوعية عبر التركيز على جوانب أكثر عمقا والضغوط الواقعة على كل طرف التي تدفعه لارتكاب الجرائم في بعض الأحيان.
لم تكن قصة الفيلم وأحداثه معتمدة على خيال مؤلفه أو وجهات نظر صنّاعه، وإنما استعان فريق العمل بالأبحاث واللقاءات المطولة والمباشرة مع المهاجرين من أجل خلق صورة حقيقية عن الأقليات وحياتهم.
يبدو جليا أن الصحفي الاسباني ريكاردو غونزاليس يولي اهتماما ملحوظا للأفلام التي تناقش وتعالج قضية المهاجرين والأقليات والعنصرية باسبانيا .
من اعداد وتقديم : أمين أحرشيون
https://youtu.be/UlG1q6EW9ac
يتبع …