يونس زهران // أروى بريس
مبادرة أجي تشوف تطوان أسالت الكثير من المداد و خلقت سجالا واسعا في مدينة تطوان و مازالت تداعياته لحد كتابة هذه السطور بين مناصر لها و معارض لإقامتها .
إن مبادرة أجي تشوف تطوان التي أقيمت بشراكة بين المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان و مؤسسة موروكو أپ كانت تهدف إلى التعريف بتطوان كمدينة ثقافية و تاريخية عكس ما كان يروج لها على أنها مدينة ساحلية و شاطئية بامتياز . لكن عندما تم إنشاء عمالة المضيق الفنيدق تم بتر الجزء الذي كان يمثل تطوان على مستوى البحر و لم يبق لها سوى شاطئ أزلا ، أما باقي الشواطئ فقد تمت إلحاقها بعمالات أخرى . و لهذا كان لزاما أن نعرف تطوان بما تزخر به من مؤهلات أخرى غير الشواطئ و المنتجعات .
و هذا ما قام به المجلس الإقليمي للسياحي في شخص رئيسه السيد منصف الطوب البرلماني عن تطوان و رجل الميدان السياحي ( ولد الضومين ) كما يقال بالعامية . أراد لهذه المبادرة أن تعرف بالموروث التاريخي والثقافي للمدينة رغم عدة عراقيل .
فهناك من أيد الفكرة و انخرط فيها سواء من السكان أو من أصحاب القطاع الفندقي و المطاعم و من لهم علاقة بالقطاع السياحي ، كما هنالك من عارض الفكرة من الأساس سواء من الساكنة أو من أصحاب القطاع و لكل دفوعاته و حججه ، لكن المبادرة تركت صيتا وطنيا و دوليا بين مغاربة العالم . نعم هناك من مغاربة العالم من اتصل بالجريدة و صرح لنا أنه لأول مرة يعرف أن مدينة تطوان تتوفر على متاحف و قصبات مدينة عتيقة مصنفة كتراث عالمي إنساني . لأنه كان يأتي إلى المغرب من المطار للدار فالشاطئ و المنتجعات و لا يعرف من مدينة تطوان إلا بيته و سوق الحي حيث يقتني الدلاح و العنب و الشهدية و المشمش فقط .
إلا أن هذه المبادرة التي عرفت تغطية من مختلف المنابر الوطنية و المحلية و الجهوية عرفتهم على بعض الخبايا التي تتوفر عليها تطوان ، بل هناك من أبناء تطوان أنه لم يكن يعرف مكان تواجد دار بريشة إلا عبر هذه المبادرة كما صرح لي أحد المشاركين التطوانيين الذي وقف مشدوها من الجمالية الدار و بناءها المعماري الأندلسي و شكلها الأخاذ .
لكن الذي خلق سجالا عميقا و توترا بين الساكنة هو بعض المشاركات في المبادرة و على رأسهن الراقصة نور التي بسببها تلقى المنظمون وابلا من الانتقاد بل و حتى السب و الشتم .
ولكن لنكن موضوعيين و نتجرد من الأنا و من المثالية الزائفة ، المشاركون و المشاركات لم يزوروا تطوان لأول مرة .
الفنان الغاوي عبد العالي أحيا العديد من الحفلات في تطوان و له جمهور عريض هنا .
الفنان خالد بناني أحيا العديد من الحفلات و الأعراس لعائلات تطوانية فهل حضور لإحياء أعرسنا حلال و الترويج لمدينتنا حرام !!!
الفنانة سعيدة شرف بسبب التفاف الساكنة حولها و أخذهم للصور التذكارية معها أربكت مواعيد الجولة ، علاوة على ذلك لها جمهور عريض في تطوان و الدليل هو الحضور المكثف لكل مشاركاتها في مهرجانات المدينة .
الفنانة كوثر براني لها ما يفوق من مليون و نصف متابع على الاستغرام إذا كان نصيب تطوان هو 10٪ فسنتحصل على 15000 متابع و متابعة من تطوان .
فكيف إذن أن يكون المرء متابعا لهؤلاء و يبحث في جديدهم الفني بل و يقتحم حياتهم الشخصية ثم يرفض حضورهم إلى تطوان ؟؟!!!
لماذا نظرنا إلى نصف الكأس الفارغ و لم ننظر إلى النصف المملوء ؟؟
و هنا أطرح سؤالا على الجميع و بما أننا نتعامل مع مختلف الشرائح المجتمعية هل سبق لكم أن امتنعتم التعامل مع أي شاذ في التجارة ؟!
منعه من الجلوس في مقهى
أو الأكل في مطعم .
أو اقتناء الملابس في متجر .
أو النزول في فندق .
أو ركوب الطاكسي .
أو ركوب حافلة .
قد نستنكر سلوكه لكن المعاملة تبقى معاملة إنسانية صرفة .
أما قضية السهرة فلن أذكركم بفندق درسة أيام زمان و المرحوم فندق سفير و أوليڤيا و ريستينگا هناك فرق في التقدم التكنولوجي فقط بعدما أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي تفضح المستور ، و نحمد الله أنها لم تكن متاحة في ذاك الزمن الغابر ، كانت ستفضح زمن الحشمة و الوقار المزعومين .
خلاصة القول أن السيد منصف الطوب من خلال رئاسته للمجلس الاقليمي السياحي أراد أن يخدم مدينته كشاب طموح تقدم إلى الانتخابات و نجح كبرلماني عن المدينة بهدف المساعدة في النهوض بها و البحثعن سبل كفيلة بإحيائها سياحيا و تشجيع السياحة الداخلية عبر التعريف بما تزخر به من مآثر و صناعة تقليدية مهمشة لا برنامج لتطويرها يطل في الأفق و هذا مجهود يحسب له و يشكر عليه . طبعا كثرة العمل تترتب عنها بعض الهفوات و الأخطاء لأن من لا يعمل لا يخطئ ، و من شروط ارتكاب الأخطاء هو كثرة العمل ، لكن يجب علينا كمتتبعين لمسيرة المسؤولين المحليين أن نتابع عملهم و نصفق لنجاحاتهم و أن نترصد أخطاءهم و ننبههم إليها و أن ننتقدهم نقدا بناء يساهم في تصحيح الوضع و ليس هدم الفكرة برمتها .
مشروع أجي تشوف تطوان حرك تلك البركة الآسنة و أخرجتنا من وضع المتفرجين و الصامتين إلى وضع المتتبعين النشيطين الغير الخاملين فهل هذا الخروج هو بداية لدينامية جديدة سيعرفها الوسط التطواني في جميع القطاعات ؟! نتمنى ذلك و نتمنى ألا نقف عند ويل للمصلين و أن نذهب بعيد من أجل تطوان و لتطوان ، ماكان مستقيما نمدد فيه و ماكان معوجا نجعله مستقيما ، فاليد الواحدة لاتصفق .
و منصف الطوب وحيدا ليس بمقدوره فعل أي شيء في ظل وجود أربعة نواب برلمانيين آخرين لا يفعلون شيئا و لذلك الأعين تترصد من يشتغل و تنسى من لا يحرك ساكنا … فهل الساكنة التطوانية تريد من يشتغل و يخطئ ثم يشتغل فيصيب أم من لا يشتغل و مايشوفوش حتى كمارتو ؟؟؟؟؟
https://www.facebook.com/younes.zahran.58
انستغرام younes_zahrann
شريفة اللاحلاح ابنة تطوان خبيرة التجميل في تصريح مثير حول مشروع أجي تشوف تطوان
فيديو من إعداد : أمين أحرشيون