أروى بريس – برشلونة
كثفت جبهة البوليساريو الانفصالية من تحركاتها وأنشطتها في الآونة الأخيرة في اسبانيا خاصة، من خلال حضور ندوات أو لقاءات أكاديمية، أو المشاركة في مؤتمرات دولية، تغتنم من خلالها الفرصة لترويج أطروحتها بخصوص نزاع الصحراء مع المغرب.
ولعل آخر هذه اللقاءات التي حرصت البوليساريو على تسجيل حضور بعض قياداتها داخل اسبانيا إجتماع فيدرالية جمعيات الصداقة والتضامن بمقاطعة كاطالونيا الإسبانية مع الممثل الجهوي بهذه الأخيرة السيد عابدين بشرايا بمقر مؤسسة فونص كاطالا، بمعية رئيسة الفيدرالية السيدة خيمّا أريسطوي، وأعضاء الهيئة التنفيذية سيرخيو كارّييو، والمستشار عن بلدية مونطونيس ديل بايّيس، والسيدة ماريّا ياوراذو المستشارة عن بلدية بيغيس، بالإضافة الى المدير العام لمؤسسة فونص كاطالا السيد دافيد مينوبيس، ومسئول قسم حقوق الإنسان السيد طوني بورّيل.
وكشفت مصادر موثوقة لجريدة أروى بريس باسبانيا أن بلديات بمقاطعة كتالونيا تقوم بدعم مالي و سياسي لجبهة البوليساريو الانفصالية ومع إقتراب ذكرى 27 فبراير، تاريخ إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الوهمية ،يعتزم الحضور تنظيم حدث تخليدي بمقر البرلمان الجهوي بالعاصمة الكتالانية ببرشلونة، لتشكيل المجموعة البرلمانية: السلام والحرية للشعب الصحراوي .
هذا الحضور الكثيف لقيادات جبهة البوليساريو الانفصالية في لقاءات ومؤتمرات في التراب الاسباني، يطرح أكثر من سؤال و علامات استفهام كبيرة بخصوص “الغياب” التام للدبلوماسية الموازية المغربية و فاعلي و فاعلات الجمعيات و التنسيقيات و ممثلي الاحزاب السياسية المغربية بكتالونيا الذين يتمتعون بالحصانة البرلمانية والامتيازات الخيالية و التعويضات و المعاشاة الابدية باسم الجالية و السياسيين المغاربة الحاليين بالبرلمان الكتالاني عن مثل هذه المحافل، أو على الأقل لدحض أطروحاتها في مؤتمرات ولقاءات دولية مماثلة لنصرة قضية الوحدة الترابية .
عندما نستحضر مثلا هذه اللقاءات الشبه السرية بين جدران إسمنتية، فيها حمل العلم المغربي عاليا مع ترديد النشيد الوطني والإحتفاء بمغربية الصحراء داخل قاعات مغلقة إبان زيارات المطربين و المطربات أو كنشاط القفطان و حفلات اثاي و غريبة ، حيث كرمت خلاله مغنيات !!؟.. بل و أزيد ، ما الذي يريده بعض الوجوه الفعل السياسي المزروعين و سط الجالية، عندما يقومون بحجز قاعات الفنادق الفاخرة، لمتابعة خطاب العاهل المغربي في مناسبات عيد العرش أو المسيرة عبر شاشات عملاقة و بأقزام و بضيوف كجثة ميتة تحسن التصفيق والتهليل كما
تحسن كيف تأكل الكتف!!؟.. … الظاهر أن اللاعبين و اللاعبات رؤوس الحربة في التشكيلة المعتمدة رسميا )؟؟(، يحسنون فعلا تسجيل الأهداف في الزاوية تسعين !!، لكنها تبقى أهداف في الوقت الميت، أهداف لا تثير لا إعجاب و لا نظر الجمهور المحلي، سوى رضى و تصفق مكاتب القنصليات .
فالدبلوماسية المغربية باسبانيا و ممثلي الاحزاب السياسية و التنسيقيات و الجمعيات مازالت تفتقد إلى البعد الاستراتيجي القائم على التخطيط على المدى المتوسط و البعيد ، وغير مسايرة و غير مدركة لمختلف المتغيرات الجيوستراتيجية، فطالما رسمت بأنها دبلوماسية تقبع في الانتظارية و الاتكالية و يعوزها حس الدبلوماسية الهجومية مما يخلق لها صعوبات كثيرة في تثبيت مفعولها و فعاليتها على مستوى المنتظم الدولي.
ولكن ما لا نفهمه هو موقف ممثلوا الجالية عندنا باسبانيا المعادي كليّاً للمصلحة الوطنية ، وسعيهم الحثيث إلى تدمير بلدهم بأيديهم وبعيونٍ مفتوحة عِبر إنقساماتهم العميقة، وأنانيتهم المفرطة، وإنقيادهم الأعمى للخارج، وإجهاض كل الحلول الإنقاذية المتاحة أمامهم.
ولكن أي خير يرجى من ممثلي الاحزاب السياسية و فاعلي و فاعلات الجمعيات الوهمية الدين يتنفّسون برئاتٍ مستعارة، ويتحاربون بسيوف جيرانهم، ويتغزّلون بأوطانهم، ويحوّلون بلدهم إلى ساحةٍ خصبة للتدخلات الخارجية وتصفية حسابات سياسية على حساب القضية الوطنية و المقدسات المغربية ؟؟؟ … إنه فعلاً زمن العفن السياسي و الجمعوي بكتالونيا .