أروى بريس
في الوقت الذي تحتاج فيه المملكة المغربية لكافة مواطنيها خارج البلاد من سياسيين وأكاديميين و اعلاميين وغيرهم للمساهمة في اقتصاد البلاد و في التنمية البشرية و كسفراء للمملكة خارج الوطن ، نجد الجالية المغربية متفرقة بين وطنيين و خونة ، و طنيين يعملون لصالح القضية الوطنية و المقدسات الوطنية في برامج محددة ليست بنفس الكم او العدد للمجهودات المبذولة في مواقع مختلفة .
و من جهة أخرى و هي الاهم نجد خونة الوطن ، أولئك الذين ينقسمون الى انفصاليين و عملاء لدول أخرى ، فقضية الوحدة الترابية خلقت مجموعة من الاوباش ضد المملكة المغربية .
فقد أثارت النائبة البرلمانية بكتالونيا و المنتمية إلى حزب اليسار الجمهوري الكتالاني ذهول واستغراب المتتبعين، خلال مشاركتها في حفل الإفطار الذي نظمته جمعية الرسالة بمدينة ماطارو الإسبانية ضواحي برشلونة . خلال كلمة القتها أمام الحضور بلغتين مختلفتين اللغة العربية او الدارجة المغربية و بشكل جد مختصر ، بينما أسهبت وأبدعت وتلونت في الحديث باللغة الكتالانية تقربا و تزلفا لمسؤولي حزبها الذين يؤيدون أطروحة الإنفصاليين ليلا نهارا سرا وعلنا في بلدنا المغرب ، بينما يتحفظون في قضية انفصال اقليم كتالونيا عن إسبانيا .
ازدواجية الخطاب السياسي لدى “السياسيين المغاربة بالبرلمان الكتالاني باسبانيا ” أثار الكثير من اللغط والسخط وسط الفعاليات الأكاديمية والحزبية و الاعلامية ، لأنه يفترض أن ينسجم مع مواقف المملكة المغربية.
لقد ظل مغاربة العالم يتابعون تلك الازدواجية السياسية و الحربائية عبر السنوات الماضية بكثيرٍ من الاستغراب المشوب بالسخرية و السخط ، فيما حاول البعض طمأنة المتتبعين بأن الأمر يجسد “الاستثناء المغربي للسياسين المغاربة بالبرلمان الكتالاني ” في الدفاع عن قضايا و المقدسات الوطنية .
و هذا ما أشار إليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الأمة، بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء، على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي .
وقال الملك محمد السادس إنه “وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف و التملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة; فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”.
الشيء الذي يتطلب ان تقوم الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والقوى المنتجة والمبدعة بواجبها في تأطير المواطنين وترسيخ قيم الغيرة الوطنية والمواطنة الحقة، أن تكون تعبئة شاملة من الدولة وأجهزتها و كل الفعاليات الوطنية والمحلية.