مدرسة الداخلة الإبتدائية العمومية بجماعة العوامرة اقليم العرائش ، نموذج للمدرسة الناجحة محليا و جهويا و وطنيا.

يونس زهران _أروى بريس

مدرسة الداخلة الإبتدائية العمومية بجماعة العوامرة، نموذج للمدرسة الناجحة محليا و جهويا و وطنيا
اسمها مدرسة الداخلة الإبتدائية ، تقع في مركز جماعة العوامرة التابعة لمدينة العرائش ترابيا . هذه الجماعة القروية تتوفر على مؤسسة ابتدائية نموذجية قلما تجدها في الحواضر فما بالك بجماعة قروية يقوم اقتصادها على الفلاحة بالدرجة الأولى ، و عمل سكانها أساسا في المجال الفلاحي .
قامت جريدة أروى بريس بزيارة صدفة لهذه المؤسسة فوقفت على عدة أمور لا يمكن لكل من يطلع عليها إلا أن يصفق بحرارة على طاقمها التربوي و على رأسهم مديرها .
حيث أن هذه المؤسسة تستوعب حوالي 1400 تلميذا و تلميذة ، و هو رقم فلكي بالنسبة لمدرسة ابتدائية توجد في العالم القروي . إلا أن حنكة المدير و تمرس الأساتذة الذين يدرسون فيها حولوها إلى خلية نحل دائمة الحركة و النشاط و هما معطيان جعل منها مقصد الأباء و الأمهات للظفر بمقعد لفلذات أكبدهم ، بفضل صيتها الذي ذاع بين الجماعات و المداشر و القرى المجاورة لجماعة العوامرة .
هذا الكم الهائل من التلاميذ لم يثني الإدارة عن رفع سقف طموحاتها حيث عملت و بتنسق مع مديرية التعليم بالعرائش و النيابة على تجديد أقسام هذه المؤسسة . فعملوا على هدمها و إعادة تشييدها بما يتماشى مع الظرف الراهن و تزويدها بكل ما تحتاجه ، بعدما كانت الأقسام قديمة و مهترئة تعود إلى ما قبل الاستقلال .
لكن طموح الإدارة و بمساعدة كل المتداخلين في قطاع التربية و التعليم بالعرائش ، حولها إلى مدرسة عصرية نموذجية يحتذى بها .

فمدرسة الداخلة الإبتدائية بجماعة العوامرة إقليم العرائش ، يدرس بها حوالي 1400 تلميذ و تلميذة كما ذكرنا سابقاً ، ينقسمون إلى فوجين ، فوج صباحي و آخر مسائي .

تقدم لهم المؤسسة وجبة الفطور يوميا ، حيث يستفيد 717 تلميذ و تلميذة منها ، و هو رقم كبير جدا بالمقارنة مع موقع المدرسة ، و ماهذا إلا دليل على الاستقطاب الذي تقوم به المؤسسة بفضل سمعتها التي انتشرت في مختلف الجماعات المجاورة حيث يتم إرسال أطفالهن إليها رغم بعد المسافة ، و رغم وجود فرعيات بباقي الجماعات .
علاوة على هذا فقد استفادت حوالي 500 أسرة من برنامج تيسير و هو رقم جد مرتفع بالمقارنة مع بعض المؤسسات الأخرى .

و من أسباب نجاح هذه المدرسة هو  التناغم و التفاهم بين الإدارة و المؤسسة حيث تعمد الإدارة إلى ترك هامش من الحرية للأطقم التربوية في اختيار بعض البرامج التربوية و ابتكار فقرات للتعليم و التلقين في مختلف المجالات ذات الصلة بتعليم الناشئة و تلقينها مبادئ التربية السليمة و التعليم القويم .

و من نتائج هذه الخطة :
* احتلال المؤسسة للرتبة 13 وطنيا في مسابقات الحساب الذهني السريع،
*الاول جهويا في الحساب الذهني السريع.
* إنشاء قاعة للصلاة .
* تأهل المؤسسة لمسابقات ألعاب القوى التي ستنظم في مدينة كلميم .
* توفر الأقسام على الحاسوب تمكن الأساتذة من التواصل بسهولة مع الإدارة و مع مختلف المصالح التربوية .
* توفر المدرسة على الربط بالأنترنيت و تغطية جميع أقسام المدرسة به و هي خاصية لاتجدها حتى في بعض المدارس الخاصة في الحواضر .
* تنظيم دورات تكوينة لفائدة التلاميذ في التعامل مع الحاسوب و تعلمهم مبادئ السكراتش .

كل هذه المجهودات المبذولة ، و مازالت الإدارة على موعد مع أوراش أخرى داخل المؤسسة ، أهمها :
– تغيير موقع  البوابة الرئيسية .
– تشييد موقف خاص بالسيارات لفائدة الطاقم التربوي .
– تشييد مراحيض جديدة و بمواصفات جيدة لفائدة الأساتذة و للتلميذات و للتلاميذ كل على حدة .
– ترصيف ساحة المدرسة بالخرسانة من النوع الجيد .

كل هذه المشاريع المستقبلية تتطلب مجهودات جبارة ليس بمقدور الإدارة أن تنجهزها وحدها ما لم تتظافر كل الجهود سواء من طرف جماعة العوامرة أو المديرية الإقليمية لنيابة التعليم بالعرائش أو الأكاديمية الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة .

إنها فعلا مؤسسة تستحق العناية بها و تقديم كل أشكال الدعم لإدارتها و لطاقمها ، لأنها تساهم في الرفع من عدد المتمدرسين مقابل انخفاض في نسبة الهدر المدرسي .
إنها حقا نموذجا للمدرسة العمومية محليا و جهويا و وطنيا و يحق لطاقمها الافتخار بما يصنعه من أجل التلاميذ و الناشئة و رجال المستقبل .