أروى بريس
أكدت صحيفة “بيزنس توداي”، المتخصصة في الأخبار الاقتصادية، أن جمهورية كينيا اتخذت موقفا جديدا مؤيدا للأعمال تجاه المغرب.
وأشارت الجريدة، في تحليل نُشر اليوم السبت، عقب قرار الرئيس الكيني وليام روتو العدول عن اعتراف بلاده بـ “الجمهورية الصحراوية ” المزعومة وتسريع العلاقات الاقتصادية مع المغرب، أن الرئيس روتو وعد ، قبل أسبوع واحد، بخفض سعر الأسمدة من 6،100 إلى 3600 شلينغ كيني (100 شلن كيني = 1 دولار أمريكي).
وذكرت الصحيفة، التي كشفت أنه سيتم استيراد 1.4 مليون كيس من الأسمدة بشكل رئيسي من المغرب، بأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعد أكبر منتج عالمي للأسمدة الفوسفاتية، بحصة تصل إلى ثلث إنتاج السوق العالمية.
وأشار كاتب المقال إلى أن وليام روتو كان وعد ، الاثنين الماضي بالإعلان عن أسعار جديدة لدقيق الذرة والأسمدة،وأكد أن “سياسته الواقعية” تتطلب تقاربا مع المغرب في مجال الأسمدة البالغ الأهمية، مذكرا بالاتفاق الموقع بين المغرب ونيجيريا في عام 2017 في مجال الأسمدة، والذي مكن من خفض سعر كيس الأسمدة من 5000 إلى 1700 شلينغ كيني.
من ناحية أخرى، أبرزت الصحيفة أن المغرب يعد ثامن مستورد للشاي في العالم بـواردات تبلغ 200 مليون دولار، في الوقت الذي تعد فيه كينيا ثالث أكبر مصدر بـ 1.2 مليار دولار، ما يعني أن سدس صادرات الشاي الكيني يمكن أن تذهب إلى السوق المغربية لوحدها.
وأوضحت أن المملكة المغربية، وبفضل سياسة جنوب-جنوب التي تنهجها، تعتبر كينيا دولة ممتازة يمكن أن تقيم معها تعاونا تجاريا متبادلا، لا سيما في مجالات الفلاحة والصحة والسياحة ، مشيرة، وفقا لخبراء ، إلى أن الشاي الكيني سيكون حاضرا بقوة في السوق المغربية خلال السنوات القادمة.
وقال الكاتب إنه “على مدى العشرين عاما الماضية أصبح المغرب المستثمر الإفريقي المباشر الأول في غرب إفريقيا، حيث ساهم بنسبة 4 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للكاميرون و 9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لجارته السنغال” ، مذكرا بتوقيع شركة التمويل الدولية والمجموعة البنكية المغربية “التجاري وفابنك” في 2016 على اتفاقية لدعم الأعمال وتحفيز الاستثمار والتجارة العابرة للحدود في إفريقيا.
يذكر على إثر الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، السيد وليام روتو، قررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها ب”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي.
وأفاد بيان مشترك أورد الموقع الإلكتروني لقصر رئاسة جمهورية كينيا فقرات منه، بأنه “احتراما لمبدأ الوحدة الترابية وعدم التدخل، تقدم كينيا دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلا وحيدا يقوم على الوحدة الترابية للمغرب” من أجل تسوية هذا النزاع.
وأضاف المصدر ذاته، أن “كينيا تدعم إطار الأمم المتحدة كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”
وأعرب السيد وليام روتو عن إرادته والتزامه بالعمل مع جلالة الملك من أجل توطيد العلاقات بين البلدين، مشيدا بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل النهوض بسياسات التسامح والتوافق على صعيد المنطقة المغاربية، وكذا مساهمته في تحقيق السلام والأمن العالميين.
وأشار البيان إلى أن البلدين التزما بالارتقاء بعلاقاتهما الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية في الأشهر الستة المقبلة، مضيفا أن جمهورية كينيا تعهدت بفتح سفارتها بالرباط.
كما تم الاتفاق على التسريع الفوري للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الصيد البحري والفلاحة والأمن الغذائي (استيراد الأسمدة).