يونس لقطارني – اسبانيا
تطرقت صحيفة “لاراثون” الإسبانية فى مقال لها اليوم الثلاثاء، للحديث حول سباق التسلح بين الجزائر والمغرب الذي يمكن أن يزعزع استقرار البحر الأبيض المتوسط ويجر إسبانيا إلى الأسفل.
و بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز، رفعت الجزائر ميزانيتها الدفاعية بنسبة 130٪ ، مقارنة بعام 2022 ، لتصل إلى مبلغ قياسي قدره 23 مليار دولار. ويمثل هذا الرقم 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي الجزائري، مقابل 5.5٪ في عام 2022. ويشمل هذا المبلغ لأول مرة 5 مليارات دولار لتمويل العمليات العسكرية خارج التراب الجزائري.
ويخصص مشروع ميزانية 2023، 8.5 مليار دولار لاقتناء أسلحة ومعدات عسكرية. ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة رسمية إلى موسكو في الأسابيع المقبلة بدعوة من فلاديمير بوتين، وهو ما سيشكل فرصة مواتية للبلدين للتوقيع على اتفاقيات عسكرية جديدة.
و إنخرطت إسبانيا بدورها في سباق التسلح، حيث تخطط بحسب ما ينص عليه مشروع ميزانيتها لسنة 2023، والذي تتم مناقشته حاليا في لجان مجلس النواب، لمنح إدارة الدفاع 12.3 مليار يورو، أي بزيادة 25.8 ٪ عما كان عليه الوضع في سنة 2022، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسبانية. وسترتفع الميزانية المخصصة لاقتناء الأسلحة، من 2.8 مليار يورو في عام 2022 إلى 4.9 مليار يورو في عام 2023 (+ 72.1٪)، وفقًا للمصادر نفسها.
وبخصوص المغرب، فإن الزيادة في الإنفاق العسكري يتواصل منذ بضع سنوات بشكل طفيف، حيث بلغت قيمة هذه الزيادة 4 مليار درهم. وخصص مشروع قانون المالية الذي تبنته الحكومة، قرابة 120 مليار درهم (حوالي 12 مليار دولار)لإدارة الدفاع الوطني، مقابل ما يقرب من 116 مليار درهم في سنة 2022
وذكرت أن قيمة الاعتمادات المخصصة للدفاع أصبحت تشكل حوالي 10% من إجمالي الإنفاق الاستثماري للمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب ضاعف جهود تطوير صناعته الدفاعية، وأن إسرائيل تعمل بالفعل على تزويد المغرب ببعض أنظمتها الأكثر تطورا.
وذكرت أن المغرب أنفق في السنوات الخمس الماضية (2017-2022) نحو 20 ألف مليون دولار على شراء الأسلحة، وفي الفترة 2023-2027 سيصل هذا المبلغ إلى 25 ألف مليون.
وتحدثت الصحيفة عن أنواع الأسلحة التي تسلمها أو سيتسلمها المغرب قريبا، على غرار طائرات F-35، وهي النوع نفسه من الطائرات التي تسعى إسبانيا إلى اقتنائها، وفرقاطات FREMM وغواصات Scorpene.
وتحدثت عن صفقة شراء أربع طائرات بدون طيار من طراز “MQ-9B SeaGuardian” من الولايات المتحدة، وهو نفس النموذج الذي حصلت عليه إسبانيا أيضًا.
كما قامت الرباط بإضفاء الطابع الرسمي على اقتناء ما يصل إلى 36 طائرة هليكوبتر مقاتلة من طراز AH-64E Apache (24 قيد التوقيع عليها و 12 أخرى كخيار محتمل)، وهو سلاح هجومي بارز.
وتتضمن عملية أخرى بارزة اقتناء 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16 من شركة لوكهيد مارتن، بالإضافة إلى تحديث 23 أخرى من نفس الطراز .
وتمت الموافقة أيضًا على تطوير 162 دبابة قتال مغربية من طراز Abrams M1A1، تعهدت الولايات المتحدة في عام 2012 بنقلها إلى المغرب، ومن المبيعات الأخرى المدهشة للمغرب عشرات صواريخ هاربون المضادة للسفن و 25 مركبة مصفحة من طراز M88A2 Hercules.
وتضم لائحة المقتنيات من الأسلحة، فرقاطات، طائرات الاستطلاع بدون طيار، طائرات هجومية غير المأهولة مثل الطائرات الانتحارية Harop-2، أنظمة الدفاع الجوي Barak-MX والصواريخ المضادة للصواريخ.