أروى بريس
على مدى عامين، زاد المغرب من استيراد الطائرات بدون طيار في سياق التوتر مع الجزائر و ملف الصحراء المفتعل، التي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه. إن توقيع هذا العقد، الذي سيتم تنفيذه في غضون عامين ونصف العام كحد أقصى، “هو رد المغرب على استحواذ منافسه الجزائري على نظام CEW-03A Mobile 6×6 الصيني لشاحنات EW (الحرب الإلكترونية)، الذي تم استلامه في شتنبر لدمجه في أنظمة Krashuka-4 و Avtobaza EW الروسية”.
ويحارب المغرب الإرهاب على عدة جبهات منذ سنوات، وهو بلد يحارب تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية العالمية، الأمر الذي لفت انتباه الأمم المتحدة، التي أنشأت مقر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، الذي افتتح بالرباط في يونيو 2021، كونها الأولى من نوعها في القارة. ويستند عمل هذا المكتب إلى تعاون وخبرة المملكة المغربية ومكتب مكافحة الإرهاب لتوفير التدريب الجيد للدول الأفريقية، مما يعكس روح المسؤولية الجماعية. ومنذ لحظة تنصيب اللجنة الأممية في البلاد، أشادت الحكومة نفسها بعملها الخاص في القارة واعتبرته بالفعل “دليلا إضافيا على الثقة والتقدير اللذين توليهما الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
واتخذ التعاون بين المغرب وإسرائيل خطوة جديدة، فالوثيقة التي وقعها البلدان في صيف 2021، كانت أول اتفاقية يتم توقيعها في مجال الأمن السيبراني بين تل أبيب والرباط، منذ أن قاما في ديسمبر 2020 بتحويل علاقاتهما الدبلوماسية بتوقيع اتفاقيات إبراهيم. ومع تزايد الطلب في السنوات الأخيرة من قبل العديد من القوى العسكرية، تتطلع الدول إلى توسيع حدودها وقدراتها والحوار مع أبرز عملائها، بما في ذلك المغرب، الذي يعد الوجهة المفضلة لاثنين من أكثر الدول تقدما في هذا المجال مثل تركيا وإسرائيل نفسها. وكانت شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية قد منحت عقدا بقيمة 70 مليون دولار تقريبا في يونيو الماضي لتوريد حلول الحرب الإلكترونية (EW) واستخبارات الإشارات (SIGINT) “Alinet” إلى المغرب في عقد سيتم تنفيذه على مدى عامين ونصف.
وبموجب العقد، ستقوم إلبيت سيستمز بتوريد وحدات أرضية من وحدات EW واستخبارات الإشارة (SIGINT) مجهزة بتدابير الدعم الإلكترونية والتدابير المضادة الإلكترونية وأنظمة القيادة والتحكم. وستخلق هذه الأجهزة صورة جوية وأرضية سلبية شاملة وتوفر نظاما إلكترونيا للمعركة، مما يتيح استجابات فعالة لكل من التهديدات الجوية والبرية”.
يستخدم نظام “Alinet” لقمع الدفاعات الجوية للعدو من خلال البحث عن إشارات الرادار والإشارات اللاسلكية التي يمكنها تحديد مواقع مثل مراكز القيادة. تعتبر أنظمة Alinet أنظمة استخبارات سرية لأنها تسمح بجمع معلومات استخبارات الإشارة والمعلومات الكهرومغناطيسية (الرادار). ويعتبر مجال جمع الطيف قدرة استراتيجية. تم تصميم النظام لجمع إشارات الرادار وأداء مهام لتحديد الترددات المنبعثة من رادارات نظام الدفاع الجوي ، ويمكنه أيضا جمع إشارات الرادار الكهرومغناطيسية والراديوية. يمكن دمج هذه المعلومات مع طائرات بدون طيار Bayraktar TB2 و HAROP دون الحاجة إلى المراقبة في الوقت الفعلي.
إن تاريخ التعاون العسكري والدفاعي بين المغرب وإسرائيل واسع جدا، وينعكس في السنوات الأخيرة في العديد من اتفاقيات التعاون مثل شراء طائرات WanderB و ThunderB بدون طيار أو إنشاء أول مصانع للطائرات بدون طيارالتي ستجعل المملكة أول دولة تصنع وتصدر الطائرات بدون طيار في شمال إفريقيا.