أروى بريس
انطلقت مساء الخميس، بتطوان، فعاليات المؤتمر ال38 لصحفيي الضفتين، الذي تنظمه الجمعية المغربية للصحافة وجمعية الصحافة بمنطقة جبل طارق بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي.
ويشارك في هذه الفعالية، الممتدة على مدى أربعة أيام، والتي اختير لها شعار “الدبلوماسية الموازية كدعامة للتقارب بين المغرب وإسبانيا”، مجموعة من الصحفيين الإسبان من الأندلس وأليكانطي ومدريد بالإضافة إلى صحفيين مغاربة، إلى جانب مشاركة فاعلين وباحثين في مجال الإعلام والتواصل.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن شعار الملتقى “يبرز الأهمية التي أصبحت تلعبها وسائل الإعلام في دعم خيارات التقارب والحوار بين البلدان والشعوب”، مبرزا أن موضوع تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات صار من أهم التحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء، والتي تحتم اتخاذ مبادرات عديدة كفيلة ببناء جسور التقارب والتعارف بين الثقافات، خاصة في ظل العولمة والثورة الرقمية والتكنولوجية الهائلة التي أصبح معها العالم يعيش في إطار قرية كونية صغيرة”.
وقال السيد بنسعيد، في كلمة تلتها نيابة عنه المديرة الجهوية للتواصل بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة منال الشيهي، إن “وسائل الإعلام بالنظر، إلى ما تتوفر عليه من آليات وقدرات في صياغة وتشكيل الرؤى، تمتلك القدرة على تيسير الحوار بين الثقافات وتقريب وجهات النظر وخلق جسور التواصل وتقوية روح التسامح والقبول بالاختلاف، لكنها في المقابل تمتلك كذلك قدرات تدميرية هائلة لكل هذه القيم إذا انزاحت عن الرسالة النبيلة المنوطة بها”.
وأشار الوزير إلى أن المغرب واسبانيا تجمع بينهما علاقات قوية فرض فيها التاريخ والجغرافيا إيقاعا كبيرا على الإدراك المشترك بين المغاربة والإسبان وتمثلهم لبعضهم البعض، وساهمت وسائل الإعلام في كثير من الأحيان في تغذية الشك والخوف من الآخر وتكريس الصور النمطية والذهنية السلبية، وهي لا تساعد أحيانا في مواكبة الديناميات التي يفرضها تطور العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وشدد الوزير على أن دعم الحوار والتقارب بين المغرب وإسبانيا يحتاج اليوم إلى قادة رأي وإعلاميين قادرين ومؤمنين بدور وسائل الإعلام في بناء مسارات الالتقاء والتقارب، مشددا على أن هذا الأمر رهين بتشجيع الجهود المبذولة على عدد من الأصعدة لتقوية العلاقات بين البلدين الجارين بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز فرص التنمية والازدهار في الضفتين، لاسيما عبر تكثيف مثل هذه اللقاءات بين المهنيين والخبراء والمتخصصين لتسليط الضوء على مختلف الإشكاليات المرتبطة بالخطاب الإعلامي ودوره في تجسير الهوة والتقريب بين البلدين”.
من جانبه، أبرز رئيس الجمعية المغربية للصحافة، مصطفى العباسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ما ميز هذا المؤتمر هو الشراكة القوية والمثمرة التي عقدتها الجمعية مع جامعة عبد المالك السعدي، والتي سيكون لها أثر علمي وأكاديمي على أشغال المؤتمر، مبرزا أن المؤتمر ينعقد هذه السنة في ظرف إيجابي يتسم بتحسن العلاقات المغربية الاسبانية، التي أسهمت فيه لا محالة مجموعة من المبادرات المجتمعية، التي ترمي إلى التقريب بين البلدين.
بينما أكد من جهته رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق، خافيير مارتينيز، أن هذه الدورة من المؤتمر مهمة لسببين رئيسيين، أولا لأنها محطة جديدة لاستئناف الأنشطة بين الجانبين بعد توقف دام لأكثر من سنتين بفعل جائحة كورونا، وثانيا لأن المؤتمر يتطرق إلى موضوع التقارب بين الضفتين، خاصة في هذه الظرفية المواتية التي تعيشها العلاقات المغربية الاسبانية.
وأضاف خافيير مارتينيز أن جمعية الصحافة بمنطقة جبل طارق والجمعية المغربية للصحافة، وعلى مدى أكثر من 30 سنة من عمر الملتقيات والمؤتمرات، تشكلان “نموذجا حيا لما يجب أن تكون عليه العلاقات المغربية الاسبانية والتعاون المفترض بين الشعبين”.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتكريم كل من الصحافي عبد العزيز المرابط، المراسل السابق لجريدة لومتان ووكالة المغرب العربي للأنباء، والراحل محمد الشرقاوي، الذي وافته المنية سنة 2021 بسبب تداعيات مرض كورونا.
يذكر أن مؤتمر صحفيي ضفتي البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد تظاهرة إعلامية وعلمية وثقافية بين صحفيين وباحثين أكاديميين من المغرب وإسبانيا، يسعى إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، ومد جسور التواصل البناء وإشاعة ثقافة الحوار بين العاملين في القطاع الصحفي والأكاديمي والبحث العلمي.
ويشكل المؤتمر، الذي ينظم منذ سنة 1999 بالتناوب بين بالمغرب وإسبانيا، مناسبة لتقريب الصحفيين والأكاديميين الإسبان من القضايا المغربية وتعريفهم بخصوصيات المجتمع والمواطن المغربي، دعما للتقارب والتعاون بين البلدين.