سعيد فريكس
احتضنت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية يوم الجمعة 25 نونبر2022الحفل الاستثنائي، الذي طال انتظاره، نتيجة الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا والحجر الصحي: حفل تكريم وتتويج 448 مهندسة ومهندس. (152 مهندس ومهندسة بالنسبة للفوج التاسع و136 مهندسة ومهندس بالنسبة للفوج العاشر و160 مهندسة ومهندس بالنسبة للفوج الحادي عشر) منهم 20 مهندسة ومهندسا من دول جنوب الصحراء الشقيقة والصديقة كثمرة جهود بلادنا للمساهمة في تنمية القارة السمراء وفق المبادرات الملكية لتوطيد علاقات جنوب/جنوب وعملا باستراتيجية رابح/رابح. ترأس الحفل عامل إقليم خريبكة والرئيس بالنيابة لجامعة السلطان مولاي سليمان وعمداء ومدراء المؤسسات الجامعية التابعة لها ومسؤولون ومنتخبون.
الاحتفاء بالأفواج الثلاثة من الطلبة المهندسين مجتمعة كان سابقة تاريخية عاشتها المدرسة. أما بالنسبة للحقول المعرفية التي نهل منها الخريجون فهي هندسة الطرائق، الطاقة والبيئة- الهندسة الكهربائية- الهندسة المعلوماتية- هندسة الشبكات الذكية والامن السيبراني -والمعلوميات وهندسة البيانات، هذا العرس توج مجهودات 5 سنوات، لكل فوج، كانت حافلة بالكد والجهد وبذل الغالي والنفيس وضرب الأمثلة في الصبر والمثابرة والإصرار على مواصلة السير في دروب العلم والبحث والعطاء.
كما نال 65 طالبة وطالبا دبلوم الماستر ” البيانات الضخمة ودعم اتخاذ القرار”(23 طالبة وطالبا من الدفعة الأولى برسم الموسم الجامعي2019/ 2020 و17 طالبة وطالبا برسم الموسم الجامعي 2020/2021 و25 طالبة وطالبا برسم الموسم الجامعي 2021/2022.
وفي كلمة بالمناسبة اعتبر الأستاذ محمد سجيع الدين مدير المدرسة «ان الاحتفال بتخرج الدفعات الثلاث من المهندسين والطلبة الحاصلين على الماستر من مؤسستنا، مدعاة للافتخار بهذه النخبة الشابة التي كسبت رهان الجهاد الأصغر: جهاد التحصيل والتكوين والتدريب لتدخل معركة الجهاد الأكبر معركة العمل المنتج والحياة المهنية، المنفتحة، النافعة والمتفاعلة إيجابيا في المجتمع”.
واستطرد قائلا:
“لقد أصبح التعليم العالي عامة والتعليم العلمي والتقني على وجه الخصوص أحد أهم الركائز التي تراهن عليها بلادنا من أجل الدفع بقاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية اعتبارا لمساهمته في الاستجابة للحاجة المتزايدة للكفاءات القادرة على مواكبة الإقلاع الاقتصادي. وتتجلى أهمية ركيزة التعليم من خلال الخطب الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد على ضرورة بناء مجتمع المعرفة وتكوين العنصر البشري وتأهيله تأهيلا عاليا من أجل تعزيز مسلسل التنمية الذي تسعى إليه المملكة.”
جدير بالذكر أن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، أضحت أحد روافد المجتمع ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية، تمده سنويا بطاقات جديدة مؤهلة علميا وتقنيا ولغويا، وهي منخرطة في بناء مجتمع واقتصاد المعرفة ومساهمة في تأهيل الأطر العليا وتمكينها من ولوج سوق العمل المنتج. وفي هذا السياق، لا بأس من الإشارة الى أن عدد المهندسين خريجي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بلغ اليوم 1396 مهندسة ومهندس منذ تخرج أول دفعة سنة 2012. وعلى صعيد متصل، يشكل النهوض ببرامج التعاون مع الجامعات الأجنبية أحد أهداف المدرسة من خلال توطيد علاقات التعاون والشراكات وهكذا، استفاد ويستفيد في السنوات الثلاثة الأخيرة 24 طالبا من فرصة تحضير الدبلوم المزدوج بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية Val de Loire بفرنسا. أما في إطار حركية الطلبة فقد تم قبول نخبة من طلبة المدرسة لمتابعة الدراسة بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية ببورج ونظيره بتولوز وانجيAngers وكوت دوبال Cote d’Opale
كما ينبغي التذكير، في هذا المقام، باتفاقيات الشراكة والتعاون التي أبرمتها المدرسة مع عدة أطراف سوسيو اقتصادية كشركة هواوي HuaweiوسيسكوCisco وبولس ديجيتالPulse Digital ومجلس جماعة خريبكة. وتعكف حاليا إدارة المؤسسة على عقد شراكات أخرى هي حاليا قيد الإعداد والدراسة.
وحسب مدير المؤسسة الجامعية دائما ،فإن محور انشغالاته في مسار تنمية المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية يكمن في تكوين الطالب المهندس علميا وتقنيا الى جانب تطوير شخصيته على مستوى السلوك والتواصل وإتقان اللغات مما يمكنه من اكتساب المعرفة والمهارات التقنية ونضج الشخصية وصقل المواهب ليتمكن من حمل مشعل التنمية وأخذ زمام المبادرة وتبني فكر المقاولة وابتكار حلول خلاقة للمعضلات الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الصدد، شدد السيد المدير على أهمية انتظام الطلبة في النوادي منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالمؤسسة، هذه النوادي الطلابية، التي تعتبر منصة مثلى لاكتشاف الطاقات الكامنة ولعل انجاز نادي اناكتيس غير المسبوق ببلوغه دور نصف نهاية المسابقة العالمية الكبرى في الابتكار والتنمية المستدامة خير دليل لمن كان في حاجة الى دليل.
تزامن هذا الاحتفال مع تخليد بلدنا العزيز لذكريات غالية: ذكرى استرجاع الأقاليم الجنوبية وعيد الاستقلال المجيد وتزامن أيضا مع انجاز 90 في المئة من أشغال التهيئة الشاملة التي غيرت وجه المدرسة ومرافقها ومختلف فضاءاتها من أجل الرقي بالمدرسة وتطويرها وجعلها ذات جاذبية وقادرة على تقديم خدمات ذات جودة لطلبتها وكل المتدخلين في العملية التعليمية /التعلمية وكل المرتفقين في بيئة جامعية ملائمة.
وتجدر الإشارة كذلك إلى اهتمام المدرسة البالغ بالبحث العلمي والتكنولوجي وعمل ادارتها الدؤوب علىى تعزيز بنياته، وتتوفر المدرسة حاليا على مختبرين للبحث العلمي في شتى الحقول العلمية والتقنية هما: مختبر علوم وتقنيات المهندس ومختبر هندسة الطرائق، المعلوميات والرياضيات. يحرص المختبران على الحفاظ على انتاج علمي جيد وتعزيز علاقات التعاون مع مختبرات أخرى وطنية ودولية والمساهمة في التكوين خاصة في سلك الدكتوراه. وهنا وجب التذكير بتنظيم 7 مؤتمرات علمية دولية ومناقشة عدة أطروحات دكتوراه الدولة.
وفي هذا الشأن، جدد مدير المدرسة شكره للوزارة الوصية ولرئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان على دعمها وتشجيعها ومواكبتها من أجل إنجاح ورش تنمية المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة.