أروى بريس
دعت مجموعة من الجمعيات الصحراوية إلى وضع حد نهائي لظاهرة تجنيد الأطفال من قبل جبهة “البوليساريو” في مخيمات تندوف، وذلك خلال ندوة نظمتها عدة جمعيات مغربية وألمانية ببرلين، نهاية الأسبوع الجاري، حول واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مقابل تنامي الاحتقان السياسي بمخيمات تندوف.
وأوضحت مداخلات الحاضرين في اللقاء أن جبهة “البوليساريو” تقوم بتجنيد الأطفال في المخيمات منذ عقود، معتبرة أن ذلك مخالف للمواثيق الأممية التي تحث على حماية الأطفال في مناطق النزاعات.
الوفد المغربي المنحدر من الصحراء استغل اللقاء من أجل عقد اجتماعات مختلفة مع الفعاليات السياسية الألمانية على مدار الأسبوع الجاري، قصد إطلاع السياسيين الألمان على المؤهلات الاستثمارية بالمنطقة، والتعريف أيضا بالتنمية الاقتصادية والسياسية في الصحراء المغربية.
ويتكون الوفد سالف الذكر من كل من رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، وخيرة سليمان، عضو الجمعية، وشيبة ماء العينين، نائب المجلس الإقليمي بطرفاية، وزينابو رمضان ولمام بوسيف.
في هذا الصدد، قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، إن “الأطفال يتعرضون لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، بما يخالف المواثيق الدولية التي تنص على حماية هذه الفئة العمرية”.
وأضاف مسعود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “جبهة البوليساريو الانفصالية تروج عدة أشرطة مصورة توثق تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف، حيث يتم دفعهم إلى حمل السلاح، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الأطفال”.
وتنتشر ظاهرة تجنيد الأطفال لدى المنظمات الإرهابية بالعالم، مثلما يظهر في سوريا والعراق وغيرهما من بؤر التوتر، حيث يُصّنفها نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد عام 1998 ضمن الأفعال اللاإنسانية، ويعتبرها أيضا “جريمة حرب”، سواء كان التجنيد طوعيا أم إلزاميا.
وسبق أن دقت العديد من المنظمات الحقوقية العالمية ناقوس الخطر بشأن تدهور أوضاع الأطفال في مخيمات تندوف، حيث نبهت إلى الخروقات الإنسانية التي ترتكبها جبهة “البوليساريو”، تحت إشراف مباشر من الجزائر، داخل تلك المخيمات طيلة العقود الماضية.