أروى بريس
انطلقت أشغال المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو لتجديد قياداتها، في ظل تسريبات تؤكد التجديد لزعيم الجبهة الحالي إبراهيم غالي، المدعوم من النظام العسكري الجزائري، الذي بادر إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب على خلفية سيطرة الجيش المغربي على معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا..
المؤتمر 16 للبوليساريو، ينعقد في ظل تنامي تيار معارض لغالي ومجموعته، الممولة من قبل النظام الجزائري، بحضورأكثر من 2200 عضو في الجبهة و370 ضيفا أجنبيا، استقدمتهم الجزائر على متن خطوطها الجوية، حيث تتكفل باستضافتهم، لمدة خمسة أيّام على بعد 175 كلم جنوب مدينة تندوف بالإقليم المغربي المستقطع منذ فترة الاستعمار الفرنسي.
ويقول محمد يسلم بيسات ممثل الصحراويين في جنوب إفريقيا، إن “هذا أول مؤتمر منذ استئناف الكفاح المسلح” نهاية العام 2020، في إشارة إلى الأنشطة المسلحة للجبهة التي تعتبره انتهاكات صارخة للاتفاقيات الدولية ومنها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تسعينات القرن الماضي.
ويدور نزاع منذ عقود حول الصحراء المغربية التي يسيطر المغرب على جل ترابها ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه مقترحا منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر باستقلالها، وهي سبب رئيسي لتوتر العلاقات بين البلدين المغاربيين حيث قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ صيف 2021.
وخرقت الجبهة قرار وقف إطلاق نار ساري المفعول منذ العام 1991، في منتصف نوفمبر 2020 بعد انتشار القوات المغربية في أقصى جنوب الإقليم لطرد عصابات البوليساريو الذين كانوا يغلقون معبر الكركرات الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا ويعتبرونه غير قانوني لأنه لم يكن موجودا حين تم الاتفاق مع الرباط. ومنذ ذلك الحين تقول جبهة البوليساريو إنها “في حالة حرب دفاع عن النفس” وأعلنت “منطقة حرب” تشمل كل ما تسميه زورا “أراضي الجمهورية الصحراوية”، بما في ذلك المجال البري والبحري والجوي.
وينعقد المؤتمر في الوقت الذي تقع فيه الصحراء المغربية في قلب التوترات المتصاعدة بين الدولتين القويتين في المغرب العربي، وقطعت الجزائر فعليا علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021 بسبب الخلافات العميقة حول هذا الملف والتقارب الأمني بين الرباط وإسرائيل، وبعد أن شجع اعتراف الإدارة الأميركية للرئيس السابق دونالد ترامب في نهاية العام 2020 بسيادة المغرب على هذه المنطقة، توظف الرباط منذ ذلك الحين نشاطها الدبلوماسي بشكل متزايد لحشد دعم دول أخرى لمواقفها.
وينظم المؤتمر الـ16 تحت شعار “تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة” وهو الشعار الذي يرجح أن جنرالات الجيش الجزائري هم من أعدوه في الغرف المغلقة التي تمسك بملف الصحراء. وتنتهي مع انعقاد المؤتمر ولاية غالي الذي خلف محمد عبدالعزيز الذي توفي في 2016. وغالي هو أيضا رئيس الكيان غير الشرعي المسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”، المعلنة من طرف واحد في عام 1976.