أروى بريس
أشاد المشاركون في ندوة نظمت اليوم الأحد بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، بالدور البارز لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المومنين، في نشر قيم السلام والتسامح والحوار بين الديانات، وجهود جلالته في الحفاظ على التراث الثقافي والديني اليهودي المغربي وتعزيز إشعاعه.
وأثنى المشاركون على الرؤية السامية والجهود الدؤوبة لجلالة الملك في الحفاظ على المورث العبري المغربي وفي التحديث المؤسساتي لهياكل تدبير الشؤون اليومية لأفراد الطائفة اليهودية، مؤكدين أن الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة مكنت من تقوية أواصر اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي.
واستحضر المتدخلون كذلك، خلال هذه الندوة المنظمة بكنيس “ببيت إيل”، جهود كل من الملكين الراحلين جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، في الدفاع وحماية اليهود المغاربة من بطش النازيين إبان الاستعمار الفرنسي.
وبمناسبة إحياء هذه الذكرى، التي نظمتها جمعية ميمونة ومجلس الطوائف اليهودية بالمغرب ومركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط، أبرز رئيس الجمعية السيد المهدي بودرة، في كلمة بالمناسبة، الجهود التي قام بها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس في حماية اليهود المغاربة من بطش حكومة فيشي.
وأضاف أن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس ” كان شجاعا لما تصدى للنازيين، آنذك، ولم يخضع لضغوطاتهم”، مشيرا إلى أن الجمعية المغربية، التي تأسست بجامعة الأخوين من قبل مجموعة من الشباب المسلمين، أخذت على عاتقها تحسيس الشباب بالموروث الثقافي اليهودي المغربي.
من جانبه، استحضر السيد سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، الجهود الجبارة التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس الذي وقف في وجه حكومة فيشي عندما كان المغرب تحت الاحتلالين الفرنسي والإسباني.
وذكر السيد بيرديغو بالمعاناة التي تكبدها المغاربة، مسلمين ويهود على حد سواء، إبان فترة الاستعمار، مضيفا أن القصر الملكي، ورغم مضايقات نظام فيشي، كانت أبوابه مفتوحة في وجه الكل من أجل الدفاع عن حقوق المغاربة وحماية ممتلكاتهم، مسلمين كانوا أو يهودا.
ومن جانبها، عبرت ألونا فيشر كام رئيسة مكتب الاتصال الإسرائيلي بالنيابة في الرباط، عن اعتزازها بالمشاركة في هذه الندوة التي تحيي ذكرى ضحايا الهولوكوست التي تشكل بالنسبة إليها مناسبة لاستحضار هذه المعاناة حتى يتم التحسيس بمخاطر الكراهية والعنصرية.
وأبرزت، في هذا الصدد، الجهود التي قامت بها العائلة الملكية المغربية، منذ قرون، في حماية اليهود المغاربة من أجل العيش الكريم.
ومن جهته، قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المغرب بونييت تالوار، إن جلالة الملك محمد الخامس استطاع أن يقف في وجه النازية ويحمي اليهود المغاربة خلال هذه الفترة العصيبة من التاريخ، مضيفا أن الشأن نفسه استمر مع جلالة المغفور له الحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتابع أن المغرب يشكل بذلك نموذجا يحتذى في المنطقة وللعالم برمته، منبها إلى مظاهر الكراهية والعنف التي بدأت تطفو مرة أخرى على السطح، مما يستوجب التصدي لها ومحاربتها.
ومن جانبها، أبرزت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المغرب ناتالي فوستر، الدور البارز لكل من جلالة المغفور له محمد الخامس وجلالة الملك محمد السادس في حماية والدفاع عن اليهود المغاربة.
كما نوهت المسؤولة الأممية بالدور المتميز للمغرب في جهوده المرتبطة بحوار الأديان ومحاربة العنف والكراهية بين مختلف الديانات.
أما ميشيل كيشكا، مخرج وكاتب سيناريو إسرائيلي– بلجيكي، فقد استعرض كتاباته ورسوماته المتعلقة بالتوثيق لهذه المرحلة من تاريخ الإنسانية المتمثلة في ضحايا الهولوكوست انطلاقا من تجربة أسرته، حيث كان والده من ضحايا الهولوكوست.
وبهذه المناسبة، رفع الحضور أكف الضراعة إلى الباري جلت قدرته، أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين وسائر أفراد الأسرة الملكية.
كما تضرع الحاضرون للعلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته على المغفور لهما صاحبي الجلالة الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
وحضر هذه الندوة، على الخصوص، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، وعامل عمالة مقاطعات آنفا عزيز دادس، وثلة من الطلبة وممثلين عن عدد من جمعيات المجتمع المدني.