تشهد إسبانيا مؤخرا تنامي و إنتشارا ملحوظا لجمعيات دينية طفيلية ، والتي نجد أن معظمها همها الوحيد هو الاسترزاق والاستحمار ونهب جيوب المسلمين وخدمة المصالح الشخصية الضيقة .. ، ولم تفكر في الإشتغال من الزاوية المعرفية والعلمية و الإهتمام المشترك بالقضايا الراهنة ..
فالغاية الأساسية من نشوء جمعيات دينية هو توعية مكونات المجتمع المختلفة والمساهمة في حل المعضلات الاجتماعية القائمة او تلك التي يمكن أن تنشأ بالمستقبل ، في الأمور التي تخص الحياة اليومية للمسلمي إسبانيا وتتطلب المشاركة الرسمية الفعالة ، كالتربية والتعليم والهوية والدين ، والحفاظ على البيئة ، وحقوق الطفل و المرأة او أي فئات أخرى تشعر بالغبن وغيرها من شؤون الحياة اليومية الاخرى.
أما الدعم الذي تقتات عليه الجمعيات الدينية هو نوع من عملية استثمارات تنموية لنفخ الحسابات البنكية والبطون الخاوية. إلا أن غياب التدبير العقلاني والممنهج للاختلافات داخل مكاتب الجمعيات ساهم في انبثاق ظهور جمعيات طفيلية متعددة الأهداف و الاشكال في القوانين الأساسية ، لكن الملاحظ أن هذا التعدد بالأهداف لم يعطي ثماره كثيرا ، ولم يتخذ مساراته السليمة ، فتبدو بعض الجمعيات وكأنها تشكيلات لفرق أو عصابات وما يهم هذا الإنسان إسمه او يؤكد ذاته لأسباب في أعماقه ، او حتى طمعا في الحصول على الدعم المالي ليدعم الدعاية الشخصية لنفسه وكاننا فى إنتخابات تشريعية .
وفي سياق الحديث عن الجمعيات الدينية هناك “رؤساء جمعيات يعملون تحت أجندة أجنبية ، وبالرغم من ذلك ، فإن معظم هاته الجمعيات تتوصل بمنح مالية ، في غياب سياسة المحاسبة والمراقبة والمتابعة ونهج سياسة المحسوبية و الزبونية للتوزيع العشوائي للمال العام والسرقات المبرمجة تحت لواء الانشطة الوهمية والشعارات الفارغة .
ومن المؤلم حقا أن تجد كثيراً من الجمعيات الدينية التي لا يوجد لها دور أو تفعيل، ولا تحمل من النفع العام سوى الاسم و النسب ،و أغلب الأعضاء فيها تقتصر عضويتهم في الجمعية على إضافة لسيرتهم الذاتية الخاصة بهم، همهم الوحيد هو كيفية الحصول على الدعم المالي وان غاب غابوا و أبرزوا صورهم في أنشطة لا يعرفون عنها سوى الشعارات الفضفاضة ، تأكيدا لما هو ذاتي وشخصي على حساب القضايا المهمة التي تلح عملية التنمية على حلها او المشاركة بحلها ، فصار التسابق على الظهور الإعلامي والظهور بالواجهة وعلى حساب أي خدمات اجتماعية حقيقية ، وكأنه الغاية النهائية والأولى لمثل هذه الجمعيات ما يجعل منها مجرد واجهات لكسب الاعتبار للشخصية او حملات لجمع التبرعات من جيوب العاملين ليلا نهار فى حقول الزراعة او ورشات البناء .
عندما يصبح الحقل الدين هو الحل الوحيد أمام المحتالين و النصابين واكلي السحت الحرام والمنخنقة والموقودة والنطيحة للإسترزاق ، دريعة عرفت رواجا في اسبانيا ليس بالصعب على بعض المسترزقين بإنشاء جمعية دينية التي تكلفهم فقط 240 أورو لبداية مشروع بدون مؤهلات دراسية و لا دينية فقط بعض وسائل النصب و الإحتيال كتطويل اللحي و جلباب ديني و البحث عن كراج و إمام لإيقام الصلاة .
الكل يعرف أن أكبر المساجد فى إسبانيا بدأت من كراج في عمارة ، إلى كراجات كبيرة ثم إلى مسجد ضخم ، مراحل تستغلها الجمعيات الدينية لتوفير لمؤسسيها راتبا شهريا و عقارات من أموال المحسنين ، و رغم هذا فآكل الحرام لن يشبع أبدًا ، فهو يقولو هل امتلأت وهم يقولون هل من المزيد .
فمن المساجد إلى مدارس لتعليم اللغة العربية ، يأخدون تقريبا 150 أورو عن كل طفل زيادة عن 125 أورو سنويا بما يسمى بالكتب المدرسية التى طالما توفرهم السعودية أو قطر او جهات أخري بطريقة غير مباشرة .
دهاليس أصبحنا نعيشها كل يوم و عند كل صلاة ، فالمحتالين أصبحو اخوان الشياطين تفننوا في ذلك ، و عرفوا من أين تأكل الكتف يلزمون المصلين بإخراج الأموال ببيع مترات مربعة في الجنة و الإستعانة بخبراء في الميدان كالامام المشهور الذي يأتي خصيصا من أجل جمع الأموال و يأخد نسبة 10% مما تحصلوا عليه في عملية نصب متقونة الأحكام و الشروط و الأركان .
و رغم ذلك يبحثون على المزيد من الأموال عبر قنوات خارجية كالبحث عن الدعم من دول كالإمارات و السعودية وقطر لملىء خزينة الجمعية و ليس خزينة المسجد ، لأن في أغلب الأوقات تأتي الأموال بطريقة غير شرعية .
و منهم من يطور من طرق جمع الأموال بإستغلال الدين بربط علقات مشبوهة مع جهات أجنبية مقابل رخص الحج ،و العمرة والسفر و الفنادق الفخمة.
و لكن هل هذا الدعم و هذه العلاقات تعطى في سبيل الله أم أنها مشروع الحصول على معلومات إستخباراتية أو أفعال إرهابية من شأنها المس بالأمن و الأمان في الدول الأوروبية ؟ فالعديد من مؤسسي جمعيات دينية إتهموا بالإستخبار و إرسال تقارير لأجهزة أمنية في بلدان عديدة و تمويل جماعات إرهابية بالعراق و سوريا .