يونس لقطارني – أروى بريس
في الوقت الذي يدعو فيه حكماء وعقلاء الدبلوماسية المغربية باسبانيا إلى تكثيف الجهود وتنسيقها من أجل توحيد الجالية المغربية بمختلف تنوعاتها الثقافية والفكرية والعمل سويا من أجل ترسيخ ثقافة السلام والتآخي والتضامن والمحبة بين الناس والشعوب والعمل على استئصال معضلات التخلف والجهل وتخليص الإنسان من أغلال الجهل والأمية والأوبئة الاجتماعية، تطل علينا كائنات سياسية بلغة حقيرة نابعة من معدن الابتزاز والتألّه على جهود الدبلوماسية المغربية في محاولة خسيسة تسعى من خلالها النيل من المجهودات المبدولة للسفراء و القناصلة باسبانيا سيرا على نهج علي بابا والأربعون حراميا.
وفي الوقت الذي تتوق فيه شعوب الكون إلى التوحّد والعيش بسلام جنبا إلى جنب في إطار الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه الخير للأسرة البشرية والتحرر من ثقافة التّشظي والتشرذم التي يغذيها لصوص الامبريالية وعبدة الدولار والأشرار وشياطين الأنس، فإن هذه الكائنات السياسية الاسبانية تعلن، وبكل وقاحة، عن استضافتها المؤتمر الأوروبي الخامس والأربعين للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي بدعم رئيس بلدية مدينة لاس بالماس دي غران كنارياس، بيدرو كيفيدو و بحضور وفد الجزائر و موريتانيا ,بعد أقل من ثلاتة أشهر من قيام إخواننا المغاربة في الأقاليم الجنوبية من اختيار ممثليهم بكل حرية و ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع يوم 08 شتنبر 2021.

محاولة ساسة الجزائر النيل من الوحدة الترابية للمغرب لا علاقة لها بإقرار الديمقراطية أو بإعمال حقوق الإنسان، بل هي سياسة لصوصية ابتزازية وتجارة في مصائر الناس الآمنين، وهي استخفافا بجهود الأمم المتحدة وتحقيرا لقراراتها وهيبتها. وعلى المجتمع الحقوقي والديمقراطي الدولي أن يدرك جيدا بأن تحقيق العدالة الإنسانية على أساس الديمقراطية لا يمكن له أن يتحقق إلا من خلال توطيد أواصر المجتمع ومؤسسته وتعزيز آليات الديمقراطية الصحيحة المبنية على أساس الكفاءات والاستحقاق واحترام الكرامة الإنسانية وتعزيز الحرية المسؤولة، وهذا ما تتطلع إليه الدبلوماسية المغربية باسبانيا لدعم المسار الديمقراطي الذي قطع فيه المغرب أشواطا مهمة والمسيرة مستمرة.
ان قضية الصحراء تشكل قضية وطنية مركزية، وهي نقطة إجماع وطني، وأن كل مساس بها يمثل عدوانا سافرا على وحدة المغرب وسيادته الوطنية، وهو ما يحيل على أن أطروحة “الكيان الوهمي” أصبحت متجاوزة وأن على المجتمع الدولي الانخراط أكثر من أجل طي صفحة هذه المأساة التي عمرت طويلا.
انه في الوقت الذي قدم فيه المغرب مبادرته الشجاعة بمنح الاقاليم الصحراوية حكما ذاتيا، كأرضية واقعية وجادة حظيت بإجماع وبإشادة دوليين، لكونها ستعمل على وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء، وتمكين المحتجزين من العودة إلى وطنهم الأم، لم تخط “البوليساريو”? التي تصر على موقفها البائد منذ أزيد من ثلاثة عقود? أية خطوة لتمكين الأمم المتحدة من إيجاد حل ينهي هذا النزاع.
وعلى إثر هذه هذه الحماقة الاسبانية الجزائرية الداعمة والممول الرسمي لجبهة البوليساريو الانفصالية المخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تسعى من خلالها إلى النيل من وحدتنا الترابية، فإننا ندعو جميع تنظيمات المجتمع المدني باسبانيا وتنظيمات الجالية المغربية إلى التعبئة الشاملة ضد حماقات ساسة اسبانيا و الجزائر وكشف حقيقتهم في المحافل الدولية والأوربية وفضح ارتزاقهم بمصائر الناس وسلمهم وسلامهم والتجنيد لملاحقتهم قضائيا بتهمة التحريض على الفتنة والإرهاب والاعتداء على مقررات الأمم المتحدة والاستخفاف بآلياتها وجهودها.
نطالب وبأعلى صوت الأسرة الإعلامية المغربية باسبانيا بمختلف مكوناتها الثقافية وتوجهاتها الفكرية والسياسية إلى الإقلاع عن التراشق الإعلامي والتلاسن الكلامي و التربص بالدبلوماسية المغربية للنيل منها و التنكيل بها وتشويه سمعتها خدمة لاجندة خبيثة الى تصويب أسلحة أقلامهم نحو العدو المشترك وإلى التجنيد والتعبئة الشاملة ضد استخفاف ساسة اسبانيا و الجزائر بالشعب المغربي ووحدته الترابية والوقوف صفا واحد للتصدي لكل من يسترزق على حساب وحدتنا الترابية وكشف فضائحهم وفسادهم وتعفنهم .
إذا، فاللعبة لعبة دبلوماسية بالأساس، ولا سبيل لفك شيفرات المرحلة دون الإلمام بالقواعد الدبلوماسية؛ فكونوا دبلوماسيين، يرحمكم الله فى الدنيا و الاخرة .