أروى بريس
كارثة بكل المقاييس تعيشها الجالية المغربية بجهة كاطالونيا الاسبانية المنكوبة، الرويبضة و أشباه المتعلمين و ضحايا الهدر المدرسي و الفوارغ أضحوا محللين سياسيين ودينيين للشؤون الجالية المغربية و نجوم شبكات التواصل الاجتماعي أمام عدسات الكاميرا .
بالفعل و كما أرجز الشاعر العربي القديم: لقد هزلت حتى بدا من هزالها*** كالها و حتى
سامها كل مفلس.
طبعا و بعيدا عن نظرية المؤامرة، كل هذا العبث الحاصل ليس محض الصدفة، و ليس كذلك
مجرد صيرورة تطورية إجتماعية عادية، بل كل ما يحدث من تمييع و تبخيس بالمشهد السياسي و الاعلامي والديني بأمور الجالية المغربية بكطالونيا أمر مقصود وقد دبر داخل الغرف المظلمة لاسباب معروفة .
ففي الوقت الذي يكتوي فيه الألاف من المهاجرين المغاربة، بلهيب الأزمة الصحية الحادة و إفرازاتها في إسبانيا ، – منطقة كطالونيا كمثال صارخ -.
و في الوقت الذي تصطف فيه المئات من العائلات المغربية أمام الكنائس و المنظمات الإسبانية المانحة للتغذية ، قصد الحصول على قليل من الزيت و السكر و الحليب و الأرز..
و في الوقت الذي تزداد فيه أحوال ” مغاربة كطالونيا ” المعيشية ، تأزما و تدهورا يوما بعد يوم.
في غمرة هذه الظروف القاسية التي تمر بها الجالية المغربية هنا ،عقد مؤخرا بين جدران مكتب استشارات ببرشلونة ، لقاءا تواصليا شبه سري ؟؟ – كما جرت العادة و القاعدة في ظل جميع الحكومات المغربية المتعاقبة – ، مع مجموعة من ( الفاعلين الجمعويين المغاربة بكطالونيا و وجوه الدبلوماسية المغربية بينهم قناصلة باسبانيا ونواب البرلمان المغربي الذين يستفيدون من الريوع السياسية خارج ربوع المملكة المغربية ) حيث تتم المناداة عليهم عبر المراسلات الخاصة و الهاتف ، و معهم أتباعهم قصد الحضور و ملأ قاعة المكتب بشكل يدعو إلى التقزز و السخرية فى غياب تام للإجراءات الاحترازية للحد من انتشار وباء “كورونا”، بين جدران مكتب لا يستوعب أدنى شروط السلامة الصحية بحضور دبلوماسيين و قناصلة مغاربة أعطو صورة سلبية عن الدبلوماسية المغربية الحقيقية فى ظل تصاعد الازمة الدبلوماسية بين المغرب و اسبانيا .
هذا وشهد المكتب الذي لا تستوعب قدرته الاستيعابية شخصين ، اكتظاظا وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي، حيث ظهر بعض النواب والقناصلة بمحاذاة بعضهم البعض دون ترك مسافة بينهم مع عدم ارتداء الكمامة كما تنص على ذلك التدابير الوقائية التي فرضتها السلطات الاسبانية التى تشهد ارقام قياسية فى الاصابات بمتحور اوميكرون .
ممثلوا النسيج الجمعوي المغربي بكطالونيا كما تسميهم القصاصات الإخبارية الرسمية،- و هنا لا أعمم و لكن اللبيب بالإشارة يفهمُ – ، الذين نُصِبوا أو نَصَبوا أنفسهم كرموز للمجمع المدني المغربي ببرشلونة .. اللاهثون وراء الإمتيازات.. المتاجرون بإسم الجالية و الدين و السياسة .. المنتفعون على ظهر مغاربة الخارج، و على هذا ما يزالون يتمعشون ولو في زمن الدستور الجديد و حكومة الإستثناء المغربي و ما إلى ذلك من الكلام الجميل …
رموز ” العمل الجمعوي بكطالونيا ” الذين يُراكمون الأورو و الثروات المشبوهة في عز الأزمة، بدعم مفضوح من منظومة الفساد في المغرب وخارجه.. لا تخجل هذه الرموز و الوجوه لما تقدم نفسها على أنها من المدافعين على مصالح المغرب العليا و إلى جانبها مصالح و حقوق الجالية المغربية .. ،و لا تمل جماعة “العمل الجمعوي ببرشلونة ” من ترديد أنها تنكب و تعمل على تأطير و تسهيل إندماج المهاجرين المغاربة وسط محيطهم الجديد .. في حين أن الحقيقة الصارخة التي لا يحجبها حاجب، تقول بأن الأغلبية الساحقة من الجالية هي في واد المشاكل و الضائقة المادية غارقة .. أما جماعة ” الفاعلين الجمعويين والسياسين ؟؟ ” فهي بشعارها المشهور (نعرف جيدا كيف ، و من أين تأكل الكتف؟؟ ) متواجدة في مواقع أخرى؟؟ بعيدة كل البعد عن إهتمامات و اَلام و معاناة عامة المغاربة المقيمين فوق هذه المنطقة من التراب الإسباني.
و يعلم الله كم بلغت الكلفة المادية لجولة السيدة النائبة البرلمانية المحترمة إلى إسبانيا و برشلونة تحديدا ، قصد التباحث و التشاور حول مقبرة للمسلمين و قضايا الجالية المغربية، و معاينة أحوالها و الوقوف على أوضاعها عن قرب . هذه الجالية التي غيرت الأزمة المالية الحالية حياتها، إلى حياة غاية في صعوبة لجأ خلالها العديد من أفراد ”إخواننا المغاربة المقيمين بديار المهجر” إلى القمامة و الزبالة و التشطارة قصد سد رمقهم و رمق أبنائهم…
فما معنى أيها السادة “معاينة الظروف و الوقوف على أوضاع الجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة من إسبانيا” ، إذا كانت زياراتكم و لقاءاتكم تتخذ طابع السرية و الإنتقائية الفجة ، مخطط لها في أبراج عالية و بحضور جثث جمعوية – مع الإحترام للصادقين والمخلصين منهم – لا تعبر بشكل من الأشكال عن تطلعات و معاناة و إنتظارات أفراد إخوانكم في الديار الكطالونية الاسبانية ؟.
ويعلم الله كذلك ما الذي إستقر في نفس الدبلوماسيين و البرلمانيين ؟ ، وما القناعات و الإنطباعات التي عادوا بها إلى مكاتبهم ؟.
يا ترى … هل عادوا منتشون مزهوون ، بإنجازه كهذا ؟ كما كان يعودون زملاؤهم السابقون ، لتستمر لالا حليمة على عادتها القديمة ؟؟و تستمر الجالية المغربية بدون مقبرة اسلامية .
شخصيا، لا أرى و لا أنتظر أي جديد قد يحدث من هذا التساؤل الأخير .. لسبب بسيط ألا و هو أن ملف المهاجرين و منطق و منهجية التعاطي مع قضايا و إنتظارات مغاربة المهجر و الهجرة و المقبرة الاسلامية ليست بيد فاعل جمعوي او سياسي .. و لم تكن يوما بيد مسؤول سياسي صوري ، بل إن كل خيوط هذا الملف تنسج داخل غرف و مكاتب .. الله و حده و التماسيح و العفاريت من يعرفون سرها. أما غير ذلك ، فيبقى مجرد أسطوانات مخدوشة حفظنا أنغامها و سئمنا سماعها .
فيديو اللقاء التى غابت عنه قامات سياسية وجمعوية و دينية واعلامية بكطالونيا الاسبانية