يونس زهران أروى بريس
في الفيلم القصير لماريا ڤلاديميروڤا تطرقت لموضوع شائك يكاد يكون منسيا و من الطابوهات و قلما تجد من يصلط الضوء عليه ، إنه العنصرية في إسبانيا ضد الأفارقة و العرب و مواطني أمريكا اللاتينية .
حيث أن أغلبهم يعانون الويلات ليصلوا إلى أوربا فكم من مهاجر تم استعباده في كل بلد يمر منه حتى يصل إلى الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط . و خصوصا خلال مروره من ليبيا والجزائر ومالي حيث تتواجد منظمات إرهابية تسلبهم ما يملكون ، مما يضطرهم إلى العمل كعبيد ليوفروا قوت يومهم كي لا يقضوا جوعى . و منهم من ينصبوا عليه بدعوى مساعدته على العبور إلى الضفة الشمالية .
و بعد ما يحالفهم الحظ و يصلوا إلى أوربا و خصوصا إسبانيا التي تعتبر النقطة الأقرب للقارة الإفريقية 14 كلمتر فقط ، يبدؤون فصولا جديدة من المعاناة التي لا تنتهي حيث يعتبرون عنصرا منبوذا وغير مرغوبا فيه داخل المجتمع الإسباني ، و يتعرضون للاهانات والاعتداءات و للسجن و التعذيب في بعض الحالات .
و هذا ماينطبق على القادمين من أمريكا اللاتينية . رغم أنهم يتكلمون نفس لغة البلد تقريبا و التي تعتبر عنصرا مهما للادماج السريع ، إلا أنهم يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثالثة ، و غير موثوق بهم و بدورهم يتعرضون لكل أصناف الاضطهاد و العنصرية .
و لهذا يجب على المنظمات و الجمعيات التي تشتغل في ميدان المساعدات الاجتماعية مؤزرة هؤلاء المهاجرين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يبحثون عن اندماج سريع في مجتمعات غير مجتمعاتهم بحثا حياة أفضل .