أروى بريس – إسبانيا
أمام الانتصارات الدبلوماسية المغربية، وعجز شيوخ جنرالات قصر المرادية عن تقديم عرض ينافس العرض المغربي لدول القارة السمراء (التنمية والخبرة والموارد في إطار تعاون جنوب- جنوب رابح)،لم يبق للجزائر سوى محاولة شراء المواقف، والاستفادة من العمولات الفلكية للنفط والغاز، فليس أمام الجزائر سوى لعب ورقتي الغاز، وشراء البضائع التي تشغل مصانع هذه الدول، وهنا يبرز السلاح كمصدر سهل لكسب “التفهم” للمواقف الجزائرية، عبر عقود تسلح مليارية، وفتح القطاع النفطي أمام شركاتهم، وغيرها من وسائل “كسب الود”!
وبحسب تسريب لضابط مخابرات سابق في الجيش الجزائري، يستقر حاليا ببريطانيا كمعارض لنظام الكابرانات، شهدت مدينة بطرسبورغ الروسية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لقاء جمع رئيس أركان الجيش الجزائري “السعيد شنقريحة“، و”لافغيني بريغوجين” الإسم الأكثر ارتباطا بشركة “فاغنر” العسكرية السيئة الذكر.
و كان اللقاء بطلب من شنقريحة بعد تلقيه لتقرير مفصل من طرف زعيم عصابة البوليساريو، “إبراهيم غالي“، حول ضعف التكوين العسكري لدى ميليشيات المرتزقة، وعجزها عن شن حرب استباقية ضد القوات المغربية، وعدم تمكنها من استخدام مجموعة من الأسلحة المتطورة، التي تسلمتها الجبهة في الفترة الأخيرة من إيران وكوبا.
وبحسب ذات المصدر، فقد تم الاتفاق على أن تضطلع شركة “فاغنر” بتدريب ميليشيات المرتزقة، على استخدام طائرات “الكاميكازي” الإيرانية، والصواريخ الإيرانية من نوع “بركان2 قاهر 2 بدر 1″،مقابل مبلغ مالي تم الاتفاق عليه وحُدِدّ في 12 مليون دولار شهريا لمدة سنتين قابلة للتجديد.
كما تم الاتفاق على تأسيس استراتيجية موحدة للتضييق ومحاصرة الامتداد السياسي والاقتصادي المغربي في دول غرب إفريقيا والساحل.
واستنادا للتسريب، فإن إضعاف المؤسسات الاقتصادية والبنكية المغربية في العديد من الدول الإفريقية، سيكون هو هدف الخطة التي ستقوم الجزائر بالتمويل الكامل لها.
ويعتبر رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين، لافغيني بريغوجين، هو المالك الحقيقي لمجموعة “فاغنر” إداريا، لكنه يتلقى الأوامِر مباشرة من وكالة المخابرات العسكرية الروسية GRU.
و ادا حاولت جنرالات الجزائر خوض حرب “بالوكالة”، عبر تسليح مرتزقة البوليساريو بطائرات “الكاميكازي” الإيرانية، والصواريخ الإيرانية من نوع “بركان2 قاهر 2 بدر 1″ ، ودفعهم إلى الانتحار على تخوم الحائط الأمني في الصحراء المغربية، فيمكن الرد على هذا الاحتمال بكلمات بسيطة: ما لا يستطيع الجيش الجزائري نفسه إنجازه فى سنوات ماضية، لن تستطيع حفنة من المرتزقة أن تنجح فيه! وسيتحول سريعا إلى مكسب استراتيجي للمغرب، بعد أن يسحق هذه العصابة، وستكون تكلفته السياسية كارثية على النظام الجزائري ومن ولاه .