يونس لقطارني – كرنخا دي ركامورا كوس
إكتسب شهر رمضان المبارك أهمية خاصة بالنسبة للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا . فهو يرقى عن كونه مجرد مناسبة دينية، ليصبح رمزا للتعبئة التضامنية بين أبناء الجالية، وفرصة لتقديم العون والمساعدة للشراء وبناء وإصلاح المساجد وإفطار المحتاجين و المساكين وعابري السبيل .
وتجسد هذه التعبئة، التي تتجلى من خلال العديد من المبادرات، قيم التضامن والكرم والمشاطرة التي تميز الثقافة المغربية. ومن أهم مظاهر هذا التضامن توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين، سواء كانوا من أصل مغربي أم لا.
وفي قلب قرية كرانخا و كوكس التابعة لأليكانتي ، جسدت الجمعية الاسلامية الهدى ، القيم العريقة للكرم والتضامن المغربي مع الطلاب والعمال الأجانب. وفي هذا الإطار، استضاف “المركز الاسلامي الهدى” العشرات من مختلف الجنسيات، بما في ذلك المغاربة، لحضور “إفطار جماعي تضامني”.
و أعرب السيد عادل لفضالي رئيس “الجمعية الإسلامية الهدى ” كرنخادي ركامورا كوس فى تصريح لأروى بريس ، عن “فخره الشديد برؤية التضامن داخل الجالية المغربية .و أكد عادل لفضالي أن عودة اهتمام الناس بالإفطار الجماعي ولم الشمل الجالية على مائدة واحدة، يعيد مكارم الأخلاق بصورة عملية في المجتمع، ويعيد الود والمحبة في قلوب الناس، مطالباً الجميع بالسير على هذا النهج لتعزيز الروح الأسرية.
من جانبه، وصف مولود رياح ، نائب رئيس الجمعية ، هذا الحدث بـ “الاستثنائي”، معربا عن سعادته بنجاح هذه المبادرة التي كانت مفتوحة في وجه الجميع .
أكد، في تصريح لجريدة أروى بريس ، أن “هذا الشهر يظل مناسبة لتوطيد العلاقة بين الجالية المغربية هنا بإسبانيا ، حيث يظل القاسم المشترك المغربي حاضرا بيننا، وهو ما يتجسد في أداء صلاة التراويح جماعة بالمركز الإسلامي الهدى ؛ الأمر الذي يظل باعثا على الافتخار، على اعتبار أنه يبقى دليلا على تمكن المغرب من تصدير تقاليده وقيمه إلى الخارج عبر جاليته”.
وتابع قائلا: “رمضان يظل مناسبة هامة لتوطيد العلاقات فيما بيننا كجالية مغربية، ففي هذا الشهر يلاحظ إقبال المغاربة على القراءة الجماعية للقرآن الكريم ببعض المساجد التي يسيرها مغاربة، فضلا عن وجود تنسيق جماعي من أجل تعزيز قيم تمغرابيت عبر الجمعيات والمراكز، بما في ذلك الإفطار الجماعي الذي يتم تنظيمه من قبل المراكز الاسلامية ”.
ولا تقتصر هذه المبادرات على كونها مجرد أعمال خيرية، بل تجسد التزاما مدنيا وإنسانيا، وتساهم بشكل فعال في بناء عالم أكثر عدلا وتضامنا.
ورمضان هو أيضا وقت لم شمل الجالية المغربية، حيث تتعزز الروابط الاجتماعية وتلتقي الأجيال، خاصة في وقت الإفطارو صلاة التراويح، في روح من الأخوة والكرم والمحبة و التضامن .
وتتحول المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات إلى فضاءات تطبعها المشاطرة والمناقشات والدعم المتبادل، مما ينسج خيوط مجتمع أقوى ومتحد.
هكذا، وعلى الرغم من بعد المسافة عن وطنها الأم، تحرص الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا على إحياء هذا الشهر الفضيل كما ينبغي وتجسيد قيم الرحمة والتضامن والكرم و الاخوة الصادقة .