أروى بريس
مطار الجزائر يشهد لحظة صادمة: الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، يُقتاد مباشرةً من صالة الوصول. مصادر مؤكدة تشير إلى أن الشرطة الجزائرية احتجزته فور وصوله قادمًا من فرنسا، دون أي إعلان رسمي يوضح دوافع الاعتقال أو مصيره.
منذ تلك اللحظة، لم يُسمع صوت لصنصال. انقطعت اتصالاته، وباتت عائلته تترقب الأخبار في حالة من القلق، بينما تؤكد مصادر مقربة أنه أودِع السجن دون تبرير يُذكر من السلطات.
وتشير المعلومات ان السلطات قد أمرت بتوقيف صنصال للتحقيق معه على خلفية تصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل حول تاريخ الجزائر ومشاكلها مع الجارة المغرب، والتي أثارت استنكارا لدى أوساط محلية قالت إن الرجل قد تجاوز “الخطوط الحمر”.
بوعلام صنصال ليس كاتبًا عاديًا. بروايات مثل قسم البرابرة، رسم صورًا قاتمة للواقع الجزائري، مسلطًا الضوء على دور التيارات المتشددة في العنف الذي عصفت به البلاد خلال “العشرية السوداء”.
ويعتبر صنصال الذي يبلغ 75 عاما من الكتاب المعروفين بمواقفهم الناقدة للنظام وللأصولية الدينية والتطرف الإسلاموي، منذ بداية مشواره الأدبي في عام 1999، وقد حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024 حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
خبر الاعتقال أطلق جرس إنذار في فرنسا، حركة مغرب الغد عبّرت عن قلقها ودعت في بيان لها المنظمات الدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان للتدخل الفوري والمطالبة بإطلاق سراح الكاتب دون قيد أو شرط.
و أكدت الحركة أن اعتقال صنصال يعدّ انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ومحاولة لإسكات صوت كان دوما مدافعا عن الحقيقة التاريخية ومناهضا لتزييف الوقائع.