بقلم شعيب جمال الدين – اروى بريس
ألمانيا تكشف لنا أخيراً عن وجهها الحقيقي من وراء الكواليس ذالك الوجه الذي طالما أخفت ملامحه البشعة بمستحضرات التجميل المتنوعة التي أبهرت شعوب العالم الثالت وخدعتهم بالديمقراطية والعدالة والحريات وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون وهلم جرا من شعارات رنانة وجذابة .
التي تتحول إلى سراب كلما تعلق الأمر بالحديث عن المصالح الإقتصادية الكبرى لحظتها يظهر الوحش الأوروبي الإقطاعي الذي لازال إلى يومنا هذا تسيطر عليه تلك الصفة الإستغلالية المتعطشة لنهب المزيد من ثروات الشعوب الإفريقية لصالح تحقيق نهضة وإزدهار ورفاهية شعوبها .
اللوبي الإقتصادي والمالي النافذ في مراكز صناعة القرار الذي يعتبر بمتابة العمود الفقري للإقتصاد جمهورية ألمانيا .
ويتشكل من مجموعة شركات(مرسيدس بنز / بورشه /بي إم دبليو /فولسفاكن ) .
تبين لنا بعد بحث عميق أنه له دور في بلورة مواقف الحكومة الألمانية المعادية لقضية الصحراء المغربية في مجلس الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن .
إلى جانب بطبيعة الحال الغاز الطبيعي الجزائري الذي فاحت رائحته النتنة ربوع ولايات ألمانيا .
خلفيات القصة مرتبطة بصراع ثنائي بين ألمانيا وأمريكا حول إنتاج السيارات الكهربائية التي تسعى ألمانيا إلى تحقيق قفزة نوعية بخصوصها في المستقبل القريب .
شركة تيسلا موتورز الأمريكية للسيارات الكهربائية إستطعات التفوق بل الهروب بمسافة كبيرة على ألمانيا .
حيث بلغت قيمتها المالية في البورصات العالمية 845 مليار دولار أي مجموع ميزانية شركات السيارات الألمانية .
السر الخفي وراء فشل شركات السيارات الألمانية في مجاراة نظيرتها الأمريكية يكمن في عدم توفرها على معدن الكوبالت الضروري في صناعة محركات السيارات الكهربائية هذه المادة التي يتوفر عليها المغرب بجبل تروبيك الغني بالثروة المعدنية من قبيلا التيلوريوم ونسبة مهمة من الذهب الأسود والتي حدد الخبراء انها توازي 54 ضعف المخزون العالمي الأمر الذي يسيل كذالك لعاب إسبانيا وفرنسا .
أنجيلا ميركل على بعد شهور قليلة جذا من مغادرتها منصبها تتعرض لضغوطات رهيبة من مدراء شركات السيارات والدولة العميقة للإرغام المغرب بالتوقيع على إتفاقية إستغلال معدن الكوبالت مقابل إعترافها بالسيادة المغربية على صحرائه .
قضية القرض والتمويلات التي منحتها الحكومة الألمانية إلى المغرب شهر يوليوز 2020 المقدرة ب 701 مليون أورو .
تحت غطاء دعم المغرب في مكافحة جائحة كوفيد 19 والتي هدد مؤخراً أحزاب اليسار الألماني بإستراجعها في الحقيقة لم تكن هبة مجانية( لوجه الله) بل كانت محاولة فاشلة للإغراء وإستقطاب المغرب لكي يوافق فيما بعد على الرضوخ لطلبات اللوبي الإقتصادي الألماني .