بقلم محمد القاضي – أروى بريس اسبانيا
إن الأحداث التي جرت وتجري منذ بزوغ فجر القرن الحالي – أي القرن 21- إلى حدود الآن فوق كوكب الأرض؛ خصوصا أحداث العشرية الأخيرة بدءا بما سمي ب”الربيع العربي” والفظاعات الانسانية التي واكبت هذه الأحداث؛ تؤكد وبما لا يدع مجالا للريبة والشك بأن الأسرة البشرية تتواجد الآن في مدارة طرقية خطيرة تقود نحو اتجاهين فقط ولا ثالث لهما.
ويبقى أمام القوى الحية لهذه الأسرة وحكمائها وإنسانيوها، إما أن يختاروا طريق الحضارة الإنسانية والعدالة الإنسانية الكونية والكرامة الإنسانية وإنقاذ هذه الأخيرة من أنياب ومخالب الأشرار الذين يتجسدون في هيأة إنسان وكيانات غامضة ، وهذا الخيار يتطلب من هذه القوى الحية والحكماء التحرك الفوري وتكاثف الجهود وتنسيقها لإفشال مخططات الأشرار ومن يدور في فلكهم.
وإما أن يرتضوا لأنفسهم التساوي بينهم وبين البضاعة التي تعرض في السوق في انتظار هلاك البشرية على يد هؤلاء الأشرار الذين سلعنوا الإنسان وجردوه من قيمه وأدميته وإنسانيته وكرامته وحولوه إلى مجرد بضاعة يتم التخلص منها متى نزل سعرها والتلذذ في قتلها وتعذيبها والتنكيل بها وتحويلها إلى مطرح للتجارب القذرة.
الأشرار يتطلعون إلى تحويل الإنسانية إلى مختبرا للتجارب ومقاولة بضاعتها هي الشعوب والكرامة الإنسانية والأعضاء البشرية.
ألم يقل دونالد ترامب بشكل صريح أمام أنصاره “أنا أقول امامكم لقد تحولت أمريكا من شرطة الى شركة، والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر، والشركات كي تبني عليها دائماً ان تهدم، ولا يوجد مكان مهيأ للهدم اكثر من الوطن العربي.
ألم يقل أيضا ” أنا اعرف بأن مصانع السلاح تعمل، لا يعنيني من يموت ومن يقتل في تلك المنطقة..”
إن اختيار الطريق الصحيح، طريق الإنسانية والكرامة الإنسانية والعدالة يبدأ من الحي، من المدينة من القرية من خلال زرع قيم وثقافة الانتماء الوطني والانتماء الإنساني وقطع الطريق على الفيروسات التي تتغذى على مآسي الناس والانتهازية والوصولية والحيلولة دون تمكينها من الوصول إلى تدبير قضايا الشأن المحلي في كافة البلدان التي تتوق شعوبها إلى الانعتاق من رجس الأشرار…
من غير المقبول أن يتحكم في إدارة دفة العالم خمسة دول مارقة التي تمتلك حق الفيديو، بينما الوطن العربي والأمة الاسلامية بعظمتهما لا يمتلك أي واحد منهما حق الفيتو رغم ت أنهما يزودان العالم بأسره بمختلف مصادر الطاقة ومواد الخام والثروات الهائلة ورغم أن تاريخهما وحضارتهما الضاربة في عمق هذا التاريخ تشهد على أنهما هما الأولى بقيادة عالم اليوم وعالم الغد.