هشام آيت الحاج / أروى بريس //
كثيرا ما ينظر للمغرب في بعده المتوسطي وهو أقرب البلدان العربية والإفريقية جغرافيا إلى القارة الأوروبية، وأحيانا ينظر إليه في سياقه الإقليمي العربي وهو البلد الذي كان دوما فاعلا اساسيا في القضايا الشرق اوسطية رغم بعده الجغرافي عن قلب المنطقة ،بيد ان هوية المغرب الاستراتيجية والحضارية كانت في الماضي ولا تزال صحراوية افريقية .
ما نعني بالصحراء هو هذا المجال المحوري الممتد من واد درعة وبلاد السوس جنوبا وهو المنبع الأساسي للتركيبة البشرية والثقافية في منطقة غرب الصحراء التي تنتمي إليها موريتانيا وامتداداتها في منطقة ازواد وبلاد اروان. وما نعنيه هنا بأفريقيا هو أساسا السودان الغربي وفق التسمية الاسلامية الوسيطة اي بلدان غرب افريقيا المسلمة من تنبكتو إلى كانو في نيجريا.
إن هذا العمل التاريخي والجغرافي هو الذي يفسر طبيعة الديناميكيات الكبرى في تاريخ المغرب من دولة المرابطين التي انطلقت من صحراء الملثمين ( في شواطئ موريتانيا ) وأصبحت مدينة مراكش عاصمتها الكبرى ومنها انطلقت للسيطرة على أغلب مناطق الغرب الإسلامي بما فيها الأندلس، والحملة السعدية إلى تنبكتو التي كان لها تأثير سياسي وثقافي عميق على المنطقة ،إلى استراتيجية الدولة الإسماعيلية في بناء حزام نفوذ وتحالف قوي في إقليمي جنوب الصحراء وبلاد السودان.