يونس لقطارني – أروى بريس
عام يمضى وعام يأتي، والمملكة المغربية تثبت كل عام أن هذه النهضة المباركة ولدت لتدوم، بفضل الرؤية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس ـ حفظه الله ورعاه ـ والسواعد الفتية لأبناء المغرب البررة، عطاء يتواصل يثبت أن هذا العصر سيظل علامة فارقة في التاريخ المغربي، ووسمًا للأجيال المتعاقبة يستلهمون منه خطواتهم نحو ديمومة النهوض، فحجم المنجز يتعاظم عامًا بعد عام. فعام 2021م أثبت مجددًا قدرة هذه النهضة المباركة على الصمود في وجه أعتى الرياح، فالوضع الاقتصادي العالمي، والأزمة الصحية التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود، لم تكن عائقًا يمنع الإنجاز المغربي، بل كانت محفزة للسير نحو دروب جديدة من النمو المستدام، ليؤكد الاقتصاد المغربي أنه راسخ، وأنه بفضل البناء السليم القائم على أسس اقتصادية علمية مرحلية، قادر على التحمل وامتصاص الصدمات الاقتصادية بثبات واضح، بفضل الإدارة الواعية لمقدرات الوطن، والبناء المتسلسل الراسخ، الذي يملك الحلول الناجعة.
إن الدور الشعبي الجلي، وتحمل بعض الأعباء، لإنجاح توجه الحكومة نحو التنويع الاقتصادي، وامتصاص بعض الخطوات التي يرفضها الواقع الاقتصادي العالمي، يدل على معدن هذا الشعب الكريم، وعلى نجاح منظومة النهضة المباركة التي رسخها جلالة القائد المفدى ـ أبقاه الله ـ في بناء الإنسان، فلولا هذه المنظومة ما استطاعت الكوادر المغربية الفتية التصدي للتحديات بهذا الثبات الكبير، ولا استطاعت الحكومة إنجاح توجهاتها الجديدة، وفق سياسة إحلال واضحة، كان للكوادر المغربية بها اليد العليا، ولا استطاعت التطلع وتسريع عملية التوجه نحو التنويع الاقتصادي، وفق خطوات تنفيذية أخذت شوطًا كبيرًا في التحقق بعام 2021م، رغم تفاقم الازمة الاقتصادية .
إن إنجازات 2021 لها نكهة خاصة، فقد جاءت في خضم أزمة هزت اقتصادات دول كبرى، وواجهتها المملكة بقدرة عالية، وازنت فيها بين استمرار الإنفاق الحكومي للمشاريع الكبرى كالمطارات والموانئ، بالإضافة إلى إقامة مخططات اقتصادية واعدة تتجه نحو تحقيق الأمن الغذائي و تعزيز مبادئ الرعاية الاجتماعية وتطويرها لبناء مجتمع قوي ومنتج، من خلال تعزيز دور الأسرة وقيامها بمسؤولياتها، وتوفير التعليم القادر على بناء شخصية الأطفال، وإرساء منظومة اجتماعية وصحية ممكّنة..