يونس لقطارني – أروى بريس
إن وطنا لا نحميه لا نستحق العيش فيه ، هذه العبارة ما أجملها لو أنها تكون عناوين لخطباء مساجدنا في إحدى الجمع، وليتها تتصدر كل أغلفة المناهج الدراسية لطلابنا مستقبلا، وتتحول إلى عناوين لأنشطة تشهدها مدارسنا هذا العام الدراسي، كي نغرس في نفوس طلابنا محبة وطنهم، وأن يتعلموا من نعومة أظفارهم أن حب الوطن من الإيمان، ومن الوفاء.
حب الوطن، والدفاع عنه في السراء والضراء، والوقوف إلى جانب قيادته، والالتفاف حولهم، ومناصرة قضاياه في الداخل والخارج، يجب أن تكون جميعها «همّ المواطن المغربي » وصوته، وقلمه وضميره، وأن يبقى الوطن بعد الدين في أول أولوياته «فلا حياد مع الوطن»، ومن حاول أن يلتزم جانب الحياد مع الوطن، وكأنه يقول «ليس لي دخل»، أو يلتزم جانب الصمت، خاصة والوطن اليوم يواجه تكالب الأعداء في حملات إعلامية وسياسية غير مسبوقة، وقد اتضحت أهدافها، «فهذه خيانة وطنية»، من شاء أن يقبل هذا الكلام أو يرفضه فهذا رأيه.
لكن «لا صوت يعلو فوق صوت الوطن اليوم»، فما أكثر الذين شاهدناهم وهم يخوضون معارك إعلامية في السابق في قضايا هامشية في الصحف والفضائيات، و هاشتاقات، ويملؤون الدنيا صراخا وزعيقا وحين فتشنا عنهم والوطن في وجه عاصفة الحملات الإعلامية والسياسية المسعورة لم نسمع منهم ذاك الزعيق والصراخ الذي عهدناه عنهم، وصدعوا به رؤوسنا.
لا أشكك في وطنية أحد، ولا أوجه ذلك لأحد بعينه، لكني أعتب على من يرون المرجفين وأبواق الفتنة يصطفون للنيل من بلدهم، وقد جندوا رماح الغدر والخيانة، وصوبوها إلى بلدنا التي لم يصدر منها سوى الخير والسلام والإسلام، وحسن الجوار، فاكتفوا بالمراقبة، أو حضروا على استحياء ليسجلوا حضورا متواضعا باهتا .
من فينا لا يعرف ماذا يدبّر للمملكة المغربية أو ما يحاك ضدها، ومن الذي يقف خلف كل المخططات والمؤامرات ضد بلادنا، وما أحلامهم وأمنياتهم ورغبتهم في أن تسود حالة من عدم الاستقرار في بلادنا، وأن يروها لا تختلف كثيرا عما حدث في مصر وسورية وليبيا وتونس، وغيرها من البلدان التي عمها الخراب والدمار، فيما سمي بالربيع العربي الذي انقلب إلى خريف كما شهدنا ذلك، ولا تزال تعاني تلك الدول آثار وتبعات محرقة الربيع.
لذلك يجب أن نعمل معا في أن تبقى بلادنا -بإذن الله- ثم بفضل تماسكنا مع ولاة أمرنا «عصية» على التفكك أو الانزلاق إلى صراعات داخلية كما يريدون، أو أن يكون مصيرنا كمصير دول سادتها الاضطرابات وعصفت بها الفتن الداخل ولم تعد تعرف الأمن والامان ، وبإذن الله ستنكسر كل أحلامهم على صخرة الصمود والتحدي وصلابة جبهتنا الداخلية في مواجهة كل مؤامراتهم وسنحبطها، وسنبقى مع قادتنا وولاة أمرنا في وجه كل مخططاتهم التي لم تتوقف، ولن نستسلم لكل أبواق الشر والفتنة التي تنفث سمومها تجاهنا، وكأنها محاولات ابتزاز رخيص لمواقف سياسية، فنحن نعلم أن زاد تلك الفضائيات في كل ما تستفرغه في نشرات أخبارها وبرامجها الكذب والتدليس والتضليل لخداع مشاهديها.
لقد كانت قضيتنا كفيلة بكشف الأقنعة، حيث خرجت الفئران من جحورها وفضحت المتلونين، وأسقطت العملاء والخونة من زوار السفارات، وكشفت نوايا متسكعي باريس ، وعرت المرتزقة من الإعلاميين العرب الذين كانوا يبطنون لنا خلاف ما كانوا يظهرون، فجميعهم كانوا يستهدفون وحدة الوطن، ويعملون على تشويهه حتى تتحقق لهم أجنداتهم، لكن لعلهم وصلوا إلى قناعة تامة وهم يلمسون هذه التكاتف بين الشعب وقيادته، وهذه الهبة لأبناء الوطن التي شهدتها «وسائل الإعلام الجديد»، فكانوا على قدر كبير من المسؤولية وهم ينافحون عن وطنهم وقيادتهم، بأن كل ما كانوا يخططون له، وكل نباحهم وعويلهم وصراخهم حتما سيذهب أدراج الرياح.
وسيبقى الوطن أبيا شامخا رغم أنوفهم وأنوف الذين يرون أن من يدافع عن وطنه «عياشي »، وسيبقى محمد السادس قائدنا ورمزنا وولي أمرنا وستبقى بيعتنا له عهد وفاء ومحبة والتزام نجددها كل يوم.