يونس زهران // أروى بريس
أسئلة تجول في خاطري كلما طفى على السطح تراند جديد على مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث يصعب معرفة مزاج المتلقي المغربي . كيف يوفق بين تتبعه لمحتوى ما و في نفس الوقت يهاجمه و ينتقده ؟!!!
لماذا النقر في محركات البحث عن التهافة و ترصدها و مشاهدتها و في الأخير تعلق عليها إما بالسباب أو الازدراء أو السخرية من مقدمها . ألا يعتبر هذا انفصام ؟!
لماذا الهروب من المحتوى الهادف المفيد و الإقبال على التهافة ثم إنكارها و قذف صاحبها أو صاحبتها ؟!!!!
ألا يعتبر مسوّق التفاهة إنسانا ناجحا ، لأنه نجح في جر المتلقي للإقبال على منتوجه حتى و لو كان رديئا ، لكنه حقق ما يصبو إليه ، ألا وهو الرفع من عدد المشاهدين و المتفاعلين و هذه هي غايته . و مايزيد الطين بلة هو مشاركة الناس لهذه التفاهة مع أصدقائهم كنوع من الاستنكار ، لكنه في الواقع يعتبر كل مشارك لها عبر صفحته موزعا يشتغل بالمجان عن غير وعي منه مع صانع المحتوى .
و لكم في قصة البسكويت الذي انتشر هذه الأيام و الذي يحتوي غلافه على عبارات لن تفيد المستهلك و الذي غالبا ما يكون طفلا لا يعي ما هو مكتوب على غلاف البكويتات ما عدا شكلها الذي يسيل لعابه . فهل إقدام شركة صاحبة البسكويت على هذا الإجراء هو استهداف لفئة معينة من المستهلكين للاقبال على المنتوج أو بدافع انفتاح الأطفال على سلوكيات تبقى بعيدة عن سنهم و إدراكهم ؟!!!
أي منتوج يراد له تسويق في وقتنا هذا لا يأخذ بعين الإعتبار خصوصية الوسط المراد التسويق فيه ، بل يكون هدفه أكبر قدر من المبيعات و الرفع من رقم معاملات الشركة ، و لهذا تجد التفاهة ناجحة لأنها تلعب على عواطف المستهلك و ليس احتياجاته ، وهو ما يجعل المنتج ينتقل من إغراء حاسة الذوق إلى إغراء حاسة البصر ، التي تبقى أقرب حواس الإنسان إلى قلبه .