أروى بريس
شهدت رحاب المركب الثقافي بالناظور مائدة مستديرة تتعلق لتخليد ذكرى الهولوكوست ،تم تأطيرها من قبل مجموعة من الفعاليات المدنية والأساتذة المختصين في التاريخ قصد التعريف بالتراث الثقافي والتاريخ و الرأسمال الغير مادي لمنطقة الريف ،والتعايش بين الديانات في جو من السلم الإجتماعي.حيث أكد الأستاذ والباحث في التاريخ السيد اليازيد الدريوش عن الدور المتميز الذي لعبه مجموعة من اليهود المغاربة في تحرير الوطن من الإستعمار الفرنسي والإسباني،ومن بين هؤلاء المغاربة إسحاق بنزاكين بن دافئا الذي كان يقطن بحي اليهود الذي أصبح يعرف اليوم بشارع الجامعة العربية ،كما برز علم آخر من الطائفة اليهودية وهو سيمون أبراهام ليفي الذي كان له دور لوجيستيكي في نقل وتهريب الأسلحة من مليلي. إلى مثلث الموت (تيزي ويلي بورد آكنول) كما لا يخفى الدور الذي برزت فيه الفنانة إستير إيكوراشن في مجال الفن والطرب.
رئيس الجمعية ع العلي الرحماني لم يفوت الفرصة للتعريف بإحتضان الملوك الثلاث وحماية الطائفة اليهودية المغربية من أي تعصب داخل المجتمع المغربي ومساهمتهم في إدماجهم التام في حضيرة المجتمع المغربي ،حيث لازالت الذاكرة تتذكر مواقف السلطان محمد الخامس بإمتناعه عن تسليم اليهود المغاربة للنازيين او قبول وضع شارات عنصرية لتمييزهم بصفتهم جزء لا يتجزأ من رعاياه.
هذا النهج الذي سار عليه الراحل الحسن الثاني إيان زيارته لمجموعة من الدول ولقائه بالطائفة اليهودية المغربية حيث مافتئ يؤكد على أنهم جزء لا يتجزأ من الوطن ويجب عليهم أن يبقوا دائمين متشبثين بزيارة المغرب والتعريف بتاريخ اليهود داخل هذه المملكة والذي يصل لما يزيد عن ألفي سنة .
فعاليات المجتمع المدني بالناظور كانت لها كلمتها حيث ذكر الفاعل الجمعوي سعيد الشرامطي بموقف تاريخي سنة 2016 بمطالبته بربط المغرب بخط جوي مع إسرائيل .وكذلك تضامن فعاليات المجتمع المدني مع الإعتداء الذي تعرض له المغربي عمير بيريتس في أكتوبر 2017 بقبة البرلمان والذي أكد على أن أبناء الريف خاصة والمغرب عامة أصبحوا يتوفرون على المناعة الكاملة التي تضمن التعايش العقائدي بين المغاربة .
كما أكد الحاج ع المنعم شوقي أن إختيار المركب الثقافي لعقد اللقاء كان لقاءا صائبا نظرا لرمزية المكان التاريخي الذي يتواجد بالقرب من الحي الذي إحتضن أسر كثيرة من اليهود المغاربة ،معربا على أن المجتمع الناظوري لم يكن يميز بين اليهود المغاربة في تعايشهم اليومي،بل كانو أشرةغ واحدة جراء تبادلهم الزيارات و اندماجهم في التقاليد.
كما أكد مصطفى قالو في مداخلة أكاديمية عرج من خلالها حول مجموعة من المراحل والحقب التي عاشتها الطائفة اليهودية بالمغرب.ومن بين النقاط التي ذكرها ،غرق باخرة إيكوز بتازاغين والتي شبهها بمأسات باخرة تيتانيك.
الحضور عرجوا جميعهم على المعرض المتنوع الذي عرضته الجمعية من خلال بروز مجموعة من الكتب الدينية والثقافية و التاريخية والادبية التي كان يستعملها اليهود في معاملاتهم و مناسباتهم الدينية .