يونس لقطارني – أروى بريس
إن استمرار الحرب ضد الإرهاب الجهادي والأمن الغذائي على الرغم من الأزمة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا هي المحاور الرئيسية للجولة الأفريقية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع.
وقال مصدر في الإليزيه إن الرحلة إلى الكاميرون (الثلاثاء) وبنين (الأربعاء) وغينيا بيساو (الخميس) تسعى إلى إعطاء “إشارة إلى أولوية سياسية” للقارة منذ بداية ولاية ماكرون الثانية.
أحد الأهداف الرئيسية للجولة هو تعزيز التعاون متعدد الأطراف ضد انتشار الإرهاب الجهادي في منطقة الساحل في منطقة خليج غينيا (شمال الكاميرون وبنين وتوغو).
وفي بنين، سيناقش ماكرون ووفده، بما في ذلك وزير الدفاع، مع السلطات المحلية طرائق الدعم الملموس ضد الإرهاب، وهي مشكلة تؤثر بشكل متزايد على البلاد.
وتحتفظ فرنسا في منطقة الساحل بعملية برخان العسكرية ضد الإرهاب الجهادي وتريد توسيع نطاق التعاون المتعدد الأطراف ليشمل خليج غينيا.
ومع ذلك، لا تنوي باريس نشر قوات في المزيد من البلدان الأفريقية، مثل توغو أو بنين، حيث لم تطلب أي من تلك الدول ذلك، حسبما قال المصدر خلال محادثة مع الصحفيين.
لكن فرنسا بصدد سحب قواتها من مالي، حيث اختار المجلس العسكري الذي يحكم البلاد بعد انقلاب الانفصال عن باريس واللجوء إلى مرتزقة من شركة فاغنر الروسية.
توسع فاغنر “يقلق” الحكومة الفرنسية ، ويعترف بمصدر الإليزيه ، لأن تلك الشركة ، المرتبطة بالكرملين ، موجودة بالفعل في جمهورية أفريقيا الوسطى وحاولت التوسع في دول أفريقية أخرى مثل موزمبيق.
ويشير المصدر إلى أن التجربة تظهر أنه “تحت غطاء مكافحة الإرهاب”، تعد فاغنر موردا لبعض الحكومات الأفريقية للبقاء في السلطة على حساب زيادة العنف ضد السكان المدنيين.
كما تنظر فرنسا بشكل جانبي إلى الكيفية التي تواصل بها روسيا (بدون فاغنر) وضع نفسها في المنطقة، على سبيل المثال من خلال اتفاقية الدفاع التي وقعتها مع الكاميرون في أبريل الماضي.
وستكون القضية الرئيسية الثانية في جولة ماكرون الأفريقية هي الأمن الغذائي في أفريقيا، الذي يشكك فيه الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، وخاصة الحبوب، نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا.
واقترح ماكرون مبادرة فارم لمساعدة الدول الأفريقية على زيادة إنتاجها الغذائي، وهي فكرة حظيت في يونيو بدعم الرئيس السنغالي ماكي سال وتأمل في “تسريع” هذه الجولة.
وتعد مرحلة الكاميرون أساسية، لأنها أكبر اقتصاد في وسط أفريقيا، ولديها قطاع مهم لإنتاج الأغذية وتجهيزها، وتأمل فرنسا في التعاون مع هذه الشركات، بما في ذلك الاستثمارات في قطاعها الزراعي.
سيكون لمرور ماكرون عبر الكاميرون مكون سياسي لا مفر منه، لأن رئيس ذلك البلد، بول بيا، في السلطة منذ أربعين عاما.
وستبلغ جولة ماكرون ذروتها يوم الخميس في غينيا بيساو، وهي دولة ناطقة بالبرتغالية لكنها تشرع في عملية تقارب مع فرنسا لأنها محاطة بدول ناطقة بالفرنسية.