أروى بريس
رصد تقرير الاستخبارات الداخلية في ولاية بادن-فورتمبيرغ الألمانية، تواجد أنشطة وعناصر لحزب الله في ألمانيا، رغم الحظر.
التقرير الذي ننشر مقتطفات منه، يقول إن حزب الله “يسعى في النهاية إلى شكل ثيوقراطي من الحكم، يضع أفكار الحزب ونظرة للدين فوق كل شيء، دون أي اعتبار لسيادة الشعب”.
وتابع “كما أن أفكار حزب الله تقوض فكرة التفاهم الدولي”، مضيفا “تم حظر نشاط حزب الله بالكامل في ألمانيا منذ عام 2020”.
لكنه قال أيضا “التنظيمات القريبة من حزب الله منتشرة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم”، لافتا إلى أن هناك نحو 70 عنصرا مشتبها في نشاطهم لصالح حزب الله في ولاية بادن فورتمبيرغ وحدها، مقارنة بـ75 في العام الماضي.
ولفت إلى عدد العناصر القيادية المشتبه في عملها لصالح حزب الله في عموم ألمانيا، يصل إلى 1250 شخصا.
ووفق التقرير، فإن الدعاية الموجهة إلى الاتباع والمتعاطفين خاصة خارج لبنان، مركزية في استراتيجية حزب الله، حيث تبث منصاته ومنها قناة المنار، العديد من الفيديوهات بلغات مختلفة للتأثير على المتعاطفين في الشتات وجمع التبرعات.
وتابع “يعمل حزب الله على إبقاء الروابط مع الأتباع والمناصرين والمتعاطفين في الشتات، عبر منصاته الإعلامية والجمعيات والمنظمات والمساجد القريبة منه في الدول المختلفة، ومنها ألمانيا”.
ومنذ أبريل 2020، تحظر ألمانيا حزب الله بالكامل، وتمنع أي تجمعات رسمية تحمل شعاره، كما تحظر استخدام رموز وشعارات الحزب في البلاد، وفق التقرير ذاته.
لكن التقرير قال بوضوح إن “حزب الله لا يملك هيكلا واضحا في ألمانيا. وبدلا من ذلك، ينظم مؤيدوه وعناصره أنفسهم في اجتماعات تجري في الولايات المختلفة، ويتنكرون بشكل عام لحزب الله ويتجنبون الإشارة له، في محاولة لخداع” السلطات.
وأكد التقرير السابق أن حزب الله يتبع في الوقت الحالي أسلوبا جديدا لتقليل ضغط السلطات الألمانية، والإبقاء على بعض الأنشطة السرية في البلد الأوروبي، خاصة جمع الأموال.
تراجع ظهور رموز وشعارات حزب الله في المجال العام، وتراجعت الأنشطة السياسية للحزب في العلن، واتبع سياسية أكثر حذرا في التحرك بالأراضي الألمانية، وفق التقرير.
وقال التقرير: “في المظاهرات التي جرت بألمانيا، والمرتبطة بالتوتر في الأراضي الفلسطينية في مايو 2021، تصرف أنصار حزب الله بحذر إلى حد ما ولم يجذبوا الانتباه بأي نشاط معين”.
وتابع: “من الملاحظ أن أنصار حزب الله في ألمانيا باتوا أكثر حذرًا بشكل عام، ومن المحتمل أن يكون السبب في ذلك هو الوعي المتزايد بخطر التنظيم في المجتمع والسياسة في البلاد” وقرار الحظر.
وأضاف: “بينما كان أنصار حزب الله يحضرون بشكل علني مع أعلام الحزب في فعاليات يوم القدس بالمدن الألمانية لسنوات، كانوا في العامين الماضيين أكثر حذراً”.
ومضى قائلا: “على الأقل منذ حظر أنشطة حزب الله في عام 2020، اتسم المشهد للتنظيم ككل بمستوى جديد من الحذر، والذي يؤثر الآن أيضًا على جمعيات المساجد اللبنانية المرتبطة به”.
وكانت السلطات الألمانية حظرت في أبريل 2020، تنظيم حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري في البلاد، بعد عقود من التفرقة بين الجناحين والإبقاء على الجناح السياسي بدون أي ضغط.