أروى بريس
لا يتسطيع أي مسؤول جزائري أن ينكر حالة الضيق الكبيرة التي يعيشها الشباب الجزائري، إثر غرق مركب في الأيام الأخيرة في ولاية (محافظة) سكيكدة شرق البلاد، ما أسفر عن وفاة طفلين.
ويثير ذلك تساؤلات عن مدى تقدم السلطات الجزائرية في مكافحة هذه الظاهرة التي قد تتفاقم في المرحلة المقبلة، في منطقة بدأت تتحسس ارتدادات الحرب الروسية في أوكرانيا على مستوى الأمن الغذائي وغيره.
ونقلت الصحف المحلية عن مدير الحماية المدنية في محافظة سكيكدة قوله إن الحماية تمكنت بالتنسيق مع خفر السواحل من انتشال جثتي طفلين يبلغان 4 و 5 سنوات وإنقاذ 8 أشخاص تم نقلهم الى مستشفى، فيما لا يزال البحث جارياً عن 5 أشخاص على الأقل في فاجعة صدمت الشارع الجزائري.
وتنامت الهجرة غير النظامية بشكل كبير في الجزائر وليبيا أيضاً الغارقة في الفوضى منذ 2011 ما يجعل الجزائر في عين العاصفة، بخاصة أن مالي المجاورة هي الأخرى تشهد أوضاعاً أمنية صعبة.
أعادت حادثة سكيكدة، وهي الأحدث في الهجرة غير النظامية في الجزائر، تسليط الضوء على ظاهرة أنهكت السلطات الأمنية في البلاد .
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت في وقت سابق أن خفر السواحل أنقذوا 159 شخصاً حاولوا العبور إلى الضفة الأخرى للمتوسط خلال الفترة الممتدة بين الثامن والعشرين من شتنبر الماضي والرابع من أكتوبر الجاري.
وفيما أحجم عدد كبير من الشباب الطامح الى مغادرة البلاد عن الإدلاء بتصريحات بشأن دوافع ذلك، نقلا عن مصادر اعلامية قال رامي الذي فضل عدم الكشف عن هويته الكاملة خشية الملاحقة الأمنية لـ”النهار العربي” إن “الأوضاع كلها تدفعنا للهجرة، مستقبلنا يكتنفه الغموض في بلد لا يمنح الفرص للشباب”.
وتابع رامي، وهو من محافظة سكيكدة، أن “طموح التغيير راودنا في فترة ما خلال الحراك الشعبي من أجل التخلص نهائياً من الفساد وتدشين ديموقراطية حقيقية لكن لا شيء تغير، نشعر بإحباط كبير”.
ولفت إلى أن “المستقبل غامض، هذا هو المشكل الحقيقي في ظل غياب برامج وسياسات قادرة على خلق التنمية ومعها فرص عمل، وحتى منحة البطالة لا تمثل شيئاً في ظل الغلاء المستفحل”.