أروى بريس – الطوالع
“المزوق من برا اش خبارك من الداخل” مثل شعبي ينطق بلسان حال ساكنة جماعة اولاد علي الطوالع الواقعة ضمن المجال الترابي إقليم ابن سليمان ؛ فوراء زرقة السماء تتراءى للوافد رداءة البنيات، وكلما اقتربَ الزائر أكثرَ يتجلى البؤس في أقصى مظاهره: طرق محفرة، وأزقة مُتربة، باصمة على تهميش يطال البنية التحتية بالفيلاج القروي .
ما إن يدلف المرء إلى السوق الاسبوعي حتى تستقبله رائحة كريهة منبعثة من قنوات المياه العادمة، ووراء محلات ومقاهي تتوارى معاناة يومية تخطها أقدام ساكنة وسط الغبار والأتربة، وهي علامة كافية لمعرفة أن الأمور ليست على ما يرام على الأقل من الناحية الشكلية.
تشكل البنية التحتية أحد أبرز الاختصاصات الموكولة إلى المجالس الجماعية المحلية، نظرا لما يكتسيه الأمر من أهمية بالنسبة إلى المواطن والمجتمع على حد سواء؛ غير أن رداءة البنية التحتية تشكل مشكلا عويصا، تجعل اولاد علي الطوالع تتخبط في مشاكل أكبر من الحيز الترابي الذي تشغله.
الساكنة تعاني إضافة إلى ضعف التجهيزات الأساسية من اهتراء الشبكة الطرقية، وغياب مرافق عمومية حيوية وغير ذلك من المنشآت القادرة على تخليص الساكنة من معاناة سيزيفية.
و في تصريح لأروى بريس،كشف م. د أن المنطقة تفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم، مشيرا إلى غياب وسائل نقل تؤمن الربط داخلها بسبب ضعف شبكة الطرق وانتشار الحفر، موردا أن سائقي سيارات الأجرة يتحاشون المرور من الطوالع رفقا بمركباتهم.
واستحضر المتحدث نفسه لقاءات مناشدة لممثل السلطة المحلية و رئيس المجلس الجماعي لكن لم تجد آذانا صاغية، مؤكدا أن معاناة الساكنة تزداد حدة بحلول موسم الأمطار حيث تتحول الأزقة إلى ضايات من الأوحال وبرك مائية نتنة.
يبدو المشهد مألوفا؛ لكن سرعان ما تقع عين الزائر على فضاء يشبه منظره من الأعلى حيا موحشا ومنكوبا في إحدى القرى المنسية في إحدى الدول الأفريقية .
جولة واحدة باولاد علي الطوالع تكفي الزائر لمعرفة حجم المعاناة؛ فالفوضى العارمة هي السمة الأساسية والعنوان البارز للمشهد العام هنا، أينما وليت وجهك ترى الفوضى، وكلما توغل الزائر، يزداد حجم البؤس، وتزداد الأمور سوءا.
وطالبت الساكنة جميع المنتمين للجماعة بضرورة التعاطي مع مشاكل الساكنة ومحاربة الفوارق المجالية داخل تراب الجماعة نفسها، ضمانا لحقها في التنمية المنشودة والرقي بالجماعة والنهوض بأوضاع عيش المواطنين .