بقلم : سليمة الفرجي
إن ما حدث وما يحدث حاليا مع الأسف لا يرقى إلى رفعة وسمو الكائن البشري، ولا يمكن أن يولد سوى الاشمئزاز وكسر الخواطر.
من كان يتوقع أنه في بلد ديكارت وفلاسفة الأنوار ستغدو حرية التعبير محط تفسيرات خاطئة وفضفاضة، مسيئة للبشرية إلى درجة تجعل التعايش والعيش المشترك في خطر؟!.
من الثابت أن الرسوم الكاريكاتورية تشكل آلية للتعبير وإبداء الرأي، بل تتعدى ذلك أحيانا إلى وجود نوايا خفية تنتصر للإيذاء والقدح وكسر الخواطر، مما يجعل القانون جديرا بالتدخل للحد من التجاوزات المسيئة التي قد تخلق مواجهات، الجميع في غنى عنها.
علما انه على صعيد القانون الأوروبي، وفي قرار صادر بتاريخ 25 أكتوبر 2018، فإن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان خلصت إلى أن إدانة مواطن نمساوي من أجل الإساءة إلى نبي الإسلام، وما تشكله من تهديد للسلم الديني، “كانت في محلها ولا يعتبر الحكم خرقا لحرية التعبير المنصوص عليها في المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”.
الكل يعلم أن الكاريكاتير لم يوجد ولا يوجد بصفة مجانية، ولا يكون الهدف منه سوى تغيير وضع قائم أو الاحتجاج على أفعال أو طرق تسيير للوصول إلى ما ينبغي أن يكون؛ فما الهدف من نشر مجلة شارلي ايبدو للرسومات المسيئة لنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم سابقا في استفزاز للمسلمين ، ثم تنشر رسوما كاريكاتورية بمثابة شماتة وتشفي اثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر يوم الاثنين ، في قمة الاستهتار بأبسط القواعد الاخلاقية التي تنص عليها مختلف الشرائع والنواميس والمتمثلة في التشفي في الموتى والجرحى والمنكوبين ،في الوقت الذي ينص القانون الدولي الانساني على عكس ما ورد في هذه الرسومات المقيتة .
جريدة شارلي ايبدو الفرنسية تجاوزت كل الحدود و القواعد المتعارف عليها دوليا ، ولعل تشفيها في ضحايا الزلزال هو اهانة وجريمة كراهية وعنصرية ضد الانسانية جمعاء ، تستحق عقوبة دولية بدون منازع.
الزلازل والبراكين والفياضانات وجميع حالات القوة القاهرة والحادث الفجائي قد تتعرض لها اية دولة من الدول ولا احد من بني البشر يتمنى لرضع واطفال و اناس من مختلف الاعمار ان يموتوا تحت الانقاض وان تدمر ديارهم ويفجعون في أحبائهم ، ومن قال عكس ذلك ضاربا اسس الرحمة و التعاطف عرض الحائط ولو برسوم التشفي والحقد يكون قد تجرد من انسانيته واصبح كومة من الحقد و الكراهية والعنصرية البغيضة في بلدان تتبجح باحترام الحقوق والحريات .
لمثل هذا يذوب القلب من اسف
ان كان في القلب اسلام وايمان .