كشف یاسر إرشادمنش متخصص العلاقات الدولية في جامعة آزاد طهران أن تقارب العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر مهماً جداً بالنسبة لإيران نظراً إلى رؤیة طهران بعد حكم الشاه محمد رضا بهلوي بالنظرية الإسلامية للأمة الإسلامية الواحدة والنظرية الأكاديمية البنائية في العلاقات الدولية، كما يظهر تعزيز العلاقات الدبلوماسية تزاید الثقة المتبادلة والتعاون في القضايا الإقليمية بین البلدین مثل الأزمات الراهنة في سوريا واليمن وفلسطين ومكافحة الإرهاب، و”يمكن أن يؤدي استمرار وجدیة الحوار إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية بصورة كاملة وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين”.
ويستطرد إرشادمنش متحدثاً عن العائق أمام التقارب بين القاهرة وطهران ويقول إن “هناك عقبات في هذا الطريق، وهما أميركا وإسرائيل، والمسؤولون الإيرانيون يقولون إننا نستطيع إقامة العلاقات مع كل العالم باستثناء إسرائيل، وبالنسبة إلى إيران، فإن المعيار ليس هو الدولة القريبة من إسرائيل وأميركا، فعلى سبيل المثال، تتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة أو حتى وقعت اتفاقاً مهماً مع إسرائيل عام 1996”.
وتابع أنه “في خضم كل هذه الأحداث والتعليقات القاسية أحياناً من المسؤولين الأتراك ضد إسرائيل، يظل ذلك الاتفاق ساري المفعول، لكن إيران لديها موقف مختلف، إيران لدیها علاقة وثیقة مع تركيا، والمعيار بالنسبة إلى إيران هو ما إذا كانت الدول المختلفة مستعدة لإقامة علاقات معنا أو لا، وما إذا كان من الممكن أن تكون مفيدة أو لا، ومصر ليست استثناء من هذه القاعدة، لكن أميركا وإسرائيل هما العائقان الرئيسان أمام استئناف العلاقات الإيرانية- المصرية.”
وأردف الأكاديمي الإيراني أنه “مع إعلان إنشاء إسرائيل عام 1948 وامتلاكها عدداً كبيراً من القنابل الذرية، وهي ليست عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، تغير ميزان القوى في المنطقة، وكان میزان القوی يميل لمصلحة إسرائيل في المنطقة، وبسبب الأزمة الداخلية والضعف في الكيان وضغط ’حماس‘ و’حزب الله‘ وإيران علیه، کان من الممكن بمساعدة دول أخرى مثل مصر وتركيا ودول الخليج، أن تطهر منطقة غرب آسيا من شرور إسرائيل”.
وقال أنه “في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، من المحتمل ألا يسمح ترمب بعلاقات جيدة وجدية في ظل انفتاح البيئة الدبلوماسية بين البلدين، وهناك أيضاً بعض سوء التفاهم لكنه ليس كبيراً بين البلدين، مثل أسماء الشوارع، وإذا تحسنت العلاقات، فقد تستفيد مصر من الخبرات الصحية الإيرانية ونجاحاتها في مجال التكنولوجيا الدفاعية بصورة مذهلة، مما قد لا يوافق عليه الكيان الصهيوني”.